سنوات عجاف تلك التي يشهدها حاليا وضع المرضى في أوجفت، حيث يتجرعون ألم المرض، ولا يحصلون على العلاج، فالأدوية قليلة، لا يوجد منها إلا النزر القليل، والمركز الصحي بلا طبيب يرأسه، فقد يعين له الطبيب تلو الطبيب ولا يحضر لمزاولة نشاطه، ويبقى فيه طبيب عام هو : اسلامة ولد احمد واهن، الذي يحاول جاهدا
مساعدة مرضى 4 بلديات، تابعة لأوجفت، التي ما زال مواطنوها يحلمون بالحصول على مستشفى بدل نقطة صحية، لا تفي بأغراض الاستشفاء، وسيارة الإسعاف منذ أعوام وهي متعطلة، وقد وعد وزير الصحة السابق
بإبدالها بأخرى صالحة، مؤكدا أن هذا الوعد هو عبارة عن أمر من رئيس الجمهورية، وذهب الشيخ ولد حرمة تاركا الوزارة لخلفه، والوعد هو الوعد، ولا حياة لمن تنادي.
وما زاد الوضع سوءً هو أن أقرب مستشفى يقع في أطار عاصمة ولاية آدرار، ويبعد عن “أوجفت” 75 كلم، لم يعبد معظمها حتى الساعة، وكان ناخبو “أوجفت” قد صوتوا للرئيس محمد ولد عبد العزيز بنسبة 98 بالمائة، وقد حث في لقاءاته بساكنة المقاطعة، وأهاليها على إصلاحات هامة –كما يقول البعض- ولكنها لم تجد إلا التلكؤ من المسؤولين الكبار، والالتفاف عليها.
وكان نائب المقاطعة محمد المخطار ولد الزامل، قد أكد في خطاب له أنه هو وشيخ المقاطعة محمد يحي ولد عبد القهار طرقا باب الجهات المعنية، ولكن كما يبدو لا تزال الاستجابة ضعيفة.
ومن العجيب أن جمهور أوجفت قد استمع لخطاب من النائب محمد المختار ولد الزامل، قال فيه أنه هو وشيخ المقاطعة محمد يحي ولد عبد القهار قد دخلا على وزير الصحة آنذاك/ الشيخ ولد حرمة في ما بات يعرف محليا في أوجفت “بقضية لامبلانس-سيارة الإسعاف، وأكد وزير الصحة في خطاب له أمام الجمهور صحة هذا الكلام، ولكن صحة الكلام ظلت من جانب الدولة شفوية.
وهنا لم يبق للمتعطشين من أهل المقاطعة للعلاج إلا أعلى سلطة في البلد، فيا سيادة الرئيس مرضى “أوجفت” في انتظار لفتة كريمة.