
ووقعت الجماعة هذا البيان باسم “سرية طارق بن زياد كتيبة الخلافة”، ويوحي الإسم بوجود كتيبة متخصصة لضرب أهداف في أوروبا وذلك بسبب استعمال اسم طارق بز ياد فاتح الأندلس. وهذه أول مرة يتم استعمال كتيبة بهذا الإسم علما أنه في الماضي كان تنظيم “جند الخلافة” هو الذي يتبنى العمليات التي نفذها في كازاخستان وأفغانستان. وفي الوقت ذاته، فيبدو أن البيان يؤكد عدم تولي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هذه الاعتداءات.
ويبرر البيان هذه الاعتداءات بما يقع للفلسطينيين في قطاع غزة وما يعانيه الأفغان في أفغانستان، ويعتبر هذه الحروب بمثابة حرب صليبية. والبيان يشير الى مقتل اليهود الأربعة الاثنين الماضي وكذلك مقتل ثلاثة جنود الخميس من الأسبوع الماضي. وفي الوقت ذاته، يدعو البيان فرنسا الى إعادة النظر في سياستها تجاه العالم الإسلامي.
وجاء في البيان حرفيا: “في يوم الثلاثاء الـ 19 من مارس انطلق احد فرسان الاسلام وهو اخونا “يوسف الفرنسي” نسال الله ان يتقبله, في عملية هزت اركان الصهيوصليبية في العالم كله وملأت قلوب اعداء الله رعبا. ونحن اذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة, فاننا نقول بان ما تقوم به اسرائيل من جرائم في حق اهلنا على ارض فلسطين الطاهرة, وفي غزة على وجه التحديد, لن يمر بدون عقاب. والمجاهدون في كل مكان عازمون على الثار لكل نقطة دم اريقت ظلما وعدوانا في فلسطين وافغانستان وغيرها من بلادالمسلمين”
والمثير أن البيان يوجد فيه تناقض، فمن جهة تاريخ الاعتداء هو 20 مارس وليس 19 مارس، ومن جهة أخرى، اعتادت التنظيمات الإسلامية المتشددة تؤرخ بالتاريخ الهجري وليس الميلادي، وعلاوة على كل هذا، فالبيان لم يتضمن نهائيا الإشارة الى مقتل الجنود الفرنسيين بل فقط اعتداءات الثلاثاء من الأسبوع الجاري. وكل هذا يجر الى التساؤل هل يتعلق الأمر بتنظيم أو جهة ترغب في تبني هذه الاعتداءات.
ولم يتم إرسال البيان إلى أي جهة إعلامية وإنما جرى وضعه في موقع إعلامي في شبكة الإنترنت مرتبط بالجماعات التي تدور في فلك تنظيم القاعدة.
ويحاول هذا التنظيم إعطاء غطاء “سياسي وجهادي” للعمليات الإرهابية التي نفذها محمد أمراح الذي لقي حتفه اليوم في مواجهة مع الشرطة في تولوز بعد حصار دام 30 ساعة.
ورغم تبني هذا التنظيم لعمليات محمد أمراح، فالمراقبون يعتقدون أن الخطير في الأمر ليس التنظيم في حد ذاته وإنما الاستراتيجية الجديدة للإرهاب في الغرب والعالم العربي والإسلامي عامة. وتتجلى خطورة هذه الاستراتيجية في وجود شخص ينفذ عمليات إرهابية لوحده دون وجود شركاء له، الأمر الذي يجعل صعوبة التقفي والرصد صعبة للغاية. وهذه الاستراتيجية تعرف باسم “الذئب الوحيد” الذي من الصعب رصده.
ويرى خبراء الإرهاب في فرنسا أنه من حسن الصدف أن محمد أمراح استعمل شبكة الإنترنت من منزل أمه في اتصاله بالجندي الفرنسي من أصل مغربي، حيث ترك ما يعرف ببصمات رقمية مكنت من الوصول إليه، وهذا يعني أنه كان له تكوينا عسكريا قويا نظرا لمهارته في تنفيذ العمليات لكنه لم يكن مدربا على تقنيات إخفاء آثاره.