أفاد مندوب وكالة نواكشوط للأنباء أن الجلسة المسائية للجمعية الوطنية اليوم شهدت ملاسنات حادة وتبادلا للشتائم بين نواب المعارضة ووزير الاتصال حمدي ولد المحجوب.
وأضاف المندوب أن الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة مشروع قانون يعدل القانون المنشئ للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، تحولت إلى جلسة مشادات بدأت إثر مداخلة الوزير التي رد فيها على انتقادات نواب المعارضة للحكومة وتبخيسهم لنتائج الحوار وانتقاداتهم لاقصاء المعاررضة من الولوج لوسائل الاعلام الرسمية ووصف القانون المقدم بانه غير مجد.
وقد وصف الوزير نواب المعارضة بغير المحترمين، وقد تطور الأمر إلى سجال وتبادل للشتائم بين الوزير ونواب المعارضة، حينما وعد ولد بدر الدين الوزير بإسقاط النظام الذي يدافع عنه، فرد الوزير بأن ولد بدر الدين فاشل أصلا، واتهم نواب المعارضة بممارسة الكذب في السياسة ودعم الإرهاب ضد الجيش الموريتاني، مؤكدا لهم ان من يسعي للوصول الي السلطة عليه ان يتوجه الي الشعل لكسب وده وتطور الموقف إلى ان أمر نائب تمبدغة ابوه ولد حمود، الذي كان يترأس الجلسة حجاب الجمعية الوطنية باخراج نوب المعارضة، الذين رفضوا الخروج وهو ما كادت ان تنجم عنه احتكاكات بين نواب المعارضة وحرس الجمعية الوطنية انتهت بتدخل النائب عن التحالف الشعبي التقدمي المعلومة بنت بلال.
وانتهت المشادات باعلان نواب المعارضة انسحابهم من الجلسة احتجاجا على مهاجمة الوزير لهم وقبل ذلك طلب رئيس الجلسة من وزير الاتصال سحب اذا كان قد تلفظ بعبرات تسيئ الي النواب مؤكدا ـ الرئيس ـ انه لم يسمعها شخصيا، وكان رد الوزير بان ذلك مشروط بسحب المعنيين لاقوالهم، مع تأكيده بعدم التلفظ بما يسيئ، الا انه عاد بعد انسحاب النواب الي المنصة حيث أعلن نزولا عند رغبة رئيس الجلسة واحترامه لكافة النواب، يسحب اية اعبارة صدرت منه اذا كانت غير لائقة.
هذا ونشير الي جلسة مناقشات مشروع القانون المعدل لبعض مواد القانون المنظم للهيئة العليا للصحافة وللسمعيات البصرية، قد تحولت الي محاكمة الحوار الوطني الأخير بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة، حيث دافعت الأطراف المتحاورة بقوة عن الحوار ونتائجه التي ووصفتها بغير المسبوقة في تاريخ الحوارات الموريتانية العلنية واشاد نواب الاغلبية ووزير الاتصال باهمية طرف المعارضة المحاور ووصفوا المعارضة المقاطعة للحوار بانها غير جادة وغير مسؤولة وان دوافع مقاطعتها هي التمني بوصول طوفان الخريف العربي الي موريتانيا وهو امر لن يحدث حسب اتفاق نواب الاغلبية ووزير الاتصال، مستدلين علي ذلك بغياب اوجه التشابه بين اوضاع موريتانيا باوضاع غيرها من البلدان العربية الاخري.
اما نواب المعارضة فقد وصفوا نتائج الحوار بالعديمة وانتقدوا سياسات نظام ولد عبد العزيز واصفينه بالاحادي وتعهد النائب يعقوب ولد أمين بتغيير أوضاع البلاد التي وصفها بالمزرية مؤكدا ان الحرية لا تمن علي الناس لانها حق دستوري، مؤكدا تراجعها في ظل نظام ولد عبد العزيز واعتبر ولد امين تغطية التلفزة الوطنية للحرب في الشمال المالي بانها انحياز موريتاني رسمي الي جانب المناوئين للنظام المالي وقال ان ولد حمادي وزير خارية موريتانيا اصبح بتصريحاته المدافعة عن اطوارق ناطقا باسمهم وحذر النائب المعارضة يعقوب ولد امين، نظام ولد عبد العزيز من الزج بالبلاد في الصراعات الاقليمية.
اما النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين، فقال ان طرف المعارضة في الحوار قد بذل كافة الجهود من اجل تحقيق نتائج الا انه لم يحقق شيئا نظرا لتعنت النظام وقال ان المعارضة المقاطعة للحوار، طلبت رسميا منذ ثلاثة اشهر مناظرة في الاعلام الرسمي بينها مع أطراف الحوار ولم يستجب لطلبها، مستشهدا بذلك علي منع المعارضة من ولوج وسائل ارعلام الرسمي.
وقال إن السكان في المناطق الشرقية يعيشون في خوف دائم من القاعدة ومن الجيش الموريتاني إضافة إلي خوفهم من الجفاف وانتقد وزير الاتصال، مقارنة النائب ولد بدر الدين خوف السكان من القاعدة بخوفهم من الجيش الموريتاني، كما قال انه هو من تراجع عن قبول المشاركة في نقاش في التلفزة حول الحوار وعلن الوزير انه سبق ان دعي شخصيا النائب ولد بدر الدين لحوار في التلفزة متى اراد.
هذا ويمكن اعتبار جلسة اليوم ـ التي شهدت مشادات بين نواب المعارضة ووزير الاتصال ـ الاسخن من جلسات ماموريةالجمعية الوطنية الحالية المنتخبة في شهر نوفمبر 2007 والمنتهية الصلاحية منذ شهرنوفمبر الماضي 2011، حيث مددت الحكومة فترتها الي شهر ينويو القادم علي اساساستشارة قانونية من المجلس الدستور وهو التمديد المطعون فيه من طرف المعارضة وجهاتقانونية واسعة.
وكالة الحضارة للأنباء موقع اخباري موريتاني حر
