أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / نتائج الحوار الوطني في أعين ساكنة أوجفت

نتائج الحوار الوطني في أعين ساكنة أوجفت

ليس سكان أوجفت بمعزل عن تداعيات الشأن السياسي الوطني، من حيث هو هم عام، تترتب عليه أساسيات وضروريات غاية في الأهمية، كالأمن والاستقرار، والتلاقي ما بين الطبقة السياسية على برنامج وطني… ومن هذا الشأن الحوار المنتهي قبل أسابيع، ومتعلقاته من تطبيقات منتظرة لنتائج

 ه، واقتناع الأطراف المتبقية بأهمية المشاركة في تجسيد هذه النتائج على أرض التطبيق

من خلال استبدال صفحة بأخرى تحمل خارطة المصالح الوطنية، والاحتياجات الاجتماعية، والضروريات الاقتصادية، والإصلاحات المنتظرة لقطاع التعليم والخدمات الأساسية.. ولأن مقاطعة أوجفت مثل العديد من نظيراتها في البلاد، مقاطعة أثرية، وذات بعد سياسي وحضاري، فقد أولى سكانها حيزا من الاهتمام لجلسات الحوار الوطني، وربما يعلقون الأمل الكبير على حصاد هذه الجلسات في حدوث انفراج سياسي واقتصادي لا تخفي الأطراف المتحاورة، وحتى الرافضة للحوار أهمية حصوله. وحيث أن الحوار مبدأ مشروع لأية ممارسة مدنية كما هو حال الديمقراطية، فإن مدينة أوجفت النائمة على اختلافات سياسية بين جيلين سياسيين تقريبا، تبصر نتائج الحوار الوطني من منطلق الإصلاح السياسي الذي يفضي إلى الاستقرار، ومن ثم إلى الرخاء الاقتصادي. وحين يعلق السكان المحليون في أوجفت الأمل العريض على الإصلاح السياسي، والرخاء الاقتصادي، فإنهم ربما يعنون بالأول شق طريق التشاور وسنة النزول إلى القواعد الشعبية في كل مستقبل ممارسة حزبية وسياسية، تريد التوفيق، أو التقارب ما بين الجيلين المذكورين آنفا، بينما قد يعنون بالمفهوم الثاني مجرد تحسين المعيشة، بواسطة التخفيف من لهيب الأسعار، وتوفير سبل الحياة في المقاطعة التي مازالت معزولة. ومن هنا فإن المقاطعة المذكورة التي تأسست إداريا بشكل رسمي في العشرية الأولى من عمر دولة الاستقلال، تتطلع ـ ومن خلال نتائج الحوار الوطني ـ إلى حصول تحسن في الممارسة الانتخابية، ربما أفتقدته حقيقة فيما مضى من تاريخيها السياسي، على أن يكون هذا التحسن مقنعا للطبقة الناخبة، وملامسا للوجدان الجمعي مهما كان مستوى الاتفاق أو الاختلاف بين السياسيين، ومستوياتهم التجريبية والمادية، بحيث تغدو صناديق الاقتراع ـ من خلال الإشراف المميز والحياد المطلق للجنة الانتخابية المقرر إنشاؤها وفق توصيات الحوار ـ هي الحكم والفيصل، بل هي التعبير الحقيقي عن الخيار الانتخابي في مدينة باتت المساحة فيها تتسع يوما بعد يوم بين فئتين سياسيتين إحداهما ترى نفسها أكثر مواجهة مع ظروف المدينة واحتياجاتها اللامتناهية، والثانية ترى أن ليس بالإمكان أحسن مما هو كائن في مقاطعة يسري عليها حكم نظيراتها في بقية أنحاء الوطن، حيث يوجد فيها شيء من كل شيء، حين لا يكون بالإمكان وجود كل شيء. وبين الفئتين تقف الظرفية الاقتصادية الصعبة للمقاطعة، مشكلة طرفا ثالثا، يأمل من نتائج الحوار السياسي، تسهيل الحصول على المساعدات، وانسياب التمويلات، مما قد يكون له الانعكاس الإيجابي على الظرفية الاستثنائية لسكان المقاطعة المعزولة، ذات الريف الشاسع المتضرر من ندرة الأمطار وسنوات القحط. هذه الظرفية الأخيرة قد تدفع بالوعي السياسي إلى اقتناص فرصة نتائج وتوصويات الحوار الوطني من أجل التأكيد على القبول بنهج مغاير في السياسة، باعتبارها ـ في وعي الكثيرين ـ الوسيلة الوحيدة الممكن من خلالها تحسين كل الظروف لسكان أوجفت. إن هؤلاء السكان لا يخفون رغبتهم في إعطاء مزيد من العناية لمقاطعتهم، بحيث تبدأ مكانتها السياحية والاقتصادية، والثقافية والحضارية، حيث هي حاضنة لجزء هام من تاريخ المرابطين، وتاريخ المقاومة الوطنية، وحاضنة لمعالم أثرية نادرة وسياحية رائدة، وهي أيضا البوابة الجنوبية لآدرار ومنفذ الجنوب والجنوب الشرقي إلى الولايات الشمالية.. وهي مع ذلك أرض الواحات وإنتاج الخضروات، مع ما تتوفر عليه من فرص تنموية وزراعية معتبرة.. رغم ذلك تكاد ثانويتها الوحيدة تختفي مع فقدانها لمرحلة الباكلوريا، والمرحلة التي تسبقها (السنوات السادسة والسابعة)، ويتسارع النزوح منها إلى الحواضر الكبيرة، وهو ما ينعكس سلبا على الهيلكة التربوية، ثم على فضاءات أخرى كتنمية الواحات… كل ذلك يرجع السكان المحليون أسبابه لتخلخل بنية السياسة المحلية في المقاطعة، آملين إصلاح هذا الخلل مستقبلا بفضل نتائج الحوار الوطني، بحيث تنوب الإرادة السياسية عن ضعاف الحال، في توصيل مآخذهم، والدفاع عن مصالحهم لدى مصادر القرار، وهو شيء قد لا يتوفر من دون وجود فاعلين من إفراز تجربة ديمقراطية سليمة لا مكان فيها لاستغلال النفوذ، وركوب المال والجاه للمصالح الشخصية، ولا متسع فيها لتجاهل أنات وصرخات الفقراء والمحرومين، وهم أكثر المتشبثين اليوم بالموطن الأصلي. قد يكون مرد هذا الانشغال بالسياسة في أوجفت، هو ما تعانيه هذه المقاطعة من بطالة الشباب، وفئات عمرية أخرى، لكن قد يكون أحد الأسباب المفهومة هو سعي السكان المحليين ـ من خلال السياسة ـ لتحقيق ما عجز بعض السياسيين عن تحقيقه لصالح مدينتهم القديمة وسكانها المحتاجين لمجهود مشترك، يؤهلهم للاستفادة من مشاريع تنموية عديدة، ويمنحهم فرص العيش الأفضل، والعلاج، ومقومات البقاء في أكبر مقاطعات الوطن من حيث المساحة الجغرافية… إلى غير ذلك من أمور قد تحتاج لفتة سياسية قوامها مسار انتخابي سليم، هو نفسه ما تبشر به نتائج الحوار الوطني المعلن عنها مؤخرا. وحسب البعض فإن من شأن نتائج هذا المسار الانتخابي المؤمل ـ إن تحقق ـ أن يخفف من الاحتقان السياسي، ليس على متسوى الأحزاب وتفاعلات الساحة السياسية فقط، وإنما أيضا على المستوى المحلي والمناطقي، الشيء الذي قد يجعل الطبقة الناخبة أقل حرجا من ذي سابق عهد في الاختيار السليم لناخبيها، بل وأكثر وثوقا في المستقبل والاقتناع بجدوائية السياسة.. وهو ما جعل ساكنة أوجفت يتطلعون ـ من خلال نتائج الحوار ـ لأفق سياسي أكثر رحابة، لا تشوبه أخطاء الممارسات، ولا تجاذبات السياسيين. الكاتب صحفي الخليفة ولد حداد

شاهد أيضاً

غزواني رجل دولة فلا داعي للقلق ../ الشيخ المهدي النجاشي – صحفي …

وأنتم تسيلون حبر أقلامكم وطقطقات لوحات هواتفكم بكثير من العنتريات احيانا والمزايدات على الموقف الموريتاني …