أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / كيف نحقق أحلامنا بعد الاستقلال

كيف نحقق أحلامنا بعد الاستقلال

 

بعد أن نجحنا في تحقيق حلم الاستقلال الذي كان يراود الجيل الأول قبل الاستقلال وذلك بتكاتف جميع الجهود آنذاك من مقاومة مسلحة لا ينكرها إلا جاحد ومنكر للحقيقة التي اعترف بها العدو 

قبل الصديق حيث زادت تلك المعارك المشهودة على ما يربو على 98 معركة منظمة وكانت الحصيلة تزيد على 1069 شهيدا من أصحاب المقاومة مقابل 800 من خيرة قادة المستعمر على رأسهم منسق الحملة الاستعمارية كبولاني.

كذلك لم تكن المقاومة الثقافية بأقل شأنا من سابقتها حيث تمت مقاطعة المستعمر ثقافيا ولم يوفق في تحقيق أهدافه في الغزو الثقافي لبلدنا المحافظ على تقاليده الإسلامية والعربية وكذلك الإفريقية ولم يغره المستعمر بحضارته التي جاء ليبشر بها وذلك ما صرح به أيضا قادة هذا المستعمر ومفكريه في كتاباتهم العديدة عن هذا المجتمع حيث البدو أنه المجتمع الوحيد الذي وقف في وجه حملتهم الصليبية، وأنه الوحيد الذي استطاع أن يبقى متمسكا ومتحدا فيما بينه دون أن ينفذ هذا المستعمر إلى معتقده أو شعائره الدينية، رغم المحاولات المتكررة للوصول إلى ذلك وهكذا وبعد هذا الكفاح المرير والمتواصل من طرف المجاهدين حمل الراية بعدهم أبناءهم من الساسة والمثقفين وأصحاب الرأي وظلوا يناورون ويحاورون تارة ويهادنون تارة أخرى حتى تحقق الحلم الكبير في فجر الثامن والعشرين من شهر نوفمبر عام 1960م.

وأعلن رسميا استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية وشهدت البلاد منذ ذلك الوقت إلى اليوم إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية على كافة الأصعدة، الهدف منها تحقيق التنمية الشاملة لهذا البلد وأهله. ورغم ما شاب ذلك من أخطاء بعض الأنظمة التي تعاقبت على حكم هذه البلاد فإننا نرى أنه بقيت أحلام عديدة لم تتحقق في الماضي ونرجو تحقيقها في المستقبل.

لقد أبدت السلطة القائمة اليوم في البلد تجاوبا مع كافة أوساط الشعب وقد أعلنت غداة وصولها عن برنامج تعمل وفقه يتخذ من الحرب على الفساد عنوانا بارزا وكذلك من وقوفها جنبا إلى جنب مع الفقراء والمحرومين من خيرات بلادهم وكذلك القضاء على ما يلي: 

الرشوة التي استفحلت في عقول مسؤوليه واختلاس المال العام والجهوية والمحسوبية والزبونية والمتاجرة بالاسم وعدم الشفافية في كل الأمور والاختيار على معاير خاصة لا تمت إلى الواقع أو القانون بصلة.

وكذلك المساواة بين أفراد الشعب ومنحهم العدالة الاجتماعية وتطبيقها بالشكل المطلوب والحرية القانونية المطلوبة.

إن هذه الأفكار والمبادئ إن طبقت حرفيا وبالشكل الصحيح فلن يكون هناك محروم أو مظلوم أو غالب أو مغلوب بل الوطن والمواطن هو الغالب والفائز في الأخير.

فنحن مجتمع قليل العدد وافر الثروة الوطنية يمكن محو الفقر والجهل والمرض عنا بسهولة وذلك بالتوزيع العادل للثروة وكذلك بالتوعية الصحية ودعم التعليم لكننا دائما نوصف بالحلقة الأضعف في المنطقة رغم أننا لسنا كذلك لأننا نملك خيرات وثروات هائلة ففي مجال الصناعات الاستخراجية نملك خامات هائلة من الحديد والنحاس والذهب والفوسفات والجبس واليورانيوم ولكوارتز…الخ.

وفي مجال النفط سلاح العصر فإننا نملك احتياطا لايستهان به حسب الدراسات الأخيرة في حوض تاودن وشنقيط1 الذي بدأ استخراجه فعلا.

وفي مجال السمك والصيد البحري عموما تزخر شواطئنا بثروة هائلة من أنواع الأسماك الممتازة. وفي المجال السياحي نعتبر وجهة سياحية للعديد من دول أوربا وآسيا وأمريكا حيث تتميز البلاد بجوها المعتدل وسهولها الرملية وكثبانها المتحركة وجبالها المرتفعة وأوديتها العديدة وواحاتها الجذابة كل ذلك جعل منها مقصدا سياحيا إضافة إلى كرم وسخاء أهلها. وتقاليد وعادات سكانها الضاربة في القدم، والمتوارثة جيل عن جيل.

غير أن هذه المعطيات لا ولن يكون لها أي أثر على حياة المواطن ما لم تسير تسييرا معقلنا وعادلا ليعم نفعها الجميع وتتلاشى البطالة في أوساط الشباب وأصحاب الشهادات العاطلين عن العمل إذ لا مبررا أصلا لوجود هذا النوع من المنظمات أو الرابطات التي تتشكل من أصحاب الشهادات من مستوى الدكتوراه إلى مستوى الإعدادي وحلمنا الجديد والوحيد في تحقيق هذه الأمور على أرض الواقع بعد مرور نصف قرن على تحقيق حلمنا الأول في الاستقلال.

تنمية وتطوير القطاع الزراعي والرعوي بوصفه أهم القطاعات التي يعتمد عليها العديد من المواطنين في قوتهم اليومي.

التحسين من مردودية القطاع الصناعي حتى يجلب النفع للبلد ولبيت المال أيضا وذلك باستحداث قوانين للتنقيب والاستخراج والتصدير.

فتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للبلد مما ينعكس على المستوى المعيشي للمواطن.

القضاء نهائيا على البطالة في أوساط الشباب باكتتاب العديد منهم في الميادين العسكرية المختلفة بالمئات وليس بالعشرات في الميادين المدنية أيضا ويشمل ذلك كافة الوزارات غير الصحة والتعليم. ولو وصل عدد الموظفين إلى ضعف ما هو عليه الآن. فلا يعقل أن يصل عدد موظفينا إلى أقل من أربعين ألفا ونحن نخلد الذكرى الخمسين على استقلالنا كما تلزم المؤسسات الخصوصية بإجراء اكتتاب لعمالها تحت إشراف وتنسيق من القطاع العام حتى لا يضيع حق أي فرد من أفراد هذا الوطن فالشباب الموريتاني لا زال يعاني البطالة والحرمان في ظل الخمسينية المحتفل بها والأدهى والأمر من ذلك كله أن العديد منهم تجاوز سن الأربعين ولم يجد فرصة عمل حيث سبق لجامعة انواكشوط أن خرجت الآلاف منهم منذ التسعينات من القرن الماضي وفي كل الاختصاصات. كما على الدولة أن تفتح ورشات عمل للشباب والحوار معه ومع رابطاته المنتشرة في أرجاء الوطن حتى تضع سياسة ناجحة لهذا القطاع الذي قد يضيع كما ضاع قطاع الصحة والتعليم.

لذا يجب وضع خطة للنهوض بهذه القطاعات الثلاثة الشباب، الصحة والتعليم وسد النقص الموجود فيهم وإصلاحهم من جذورهم ووضع نظام قائم على معاير موضوعية ومنطقية غير تلك الموجودة الآن.

بذلك نكون قد قطعنا الطريق أمام أعداء الاستقرار ومن ثم نتفرغ للبحث والتدريس في جميع الميادين ونكون بتحقيق ذلك كله قد حققنا حلمنا في دولة الاستقلال

شاهد أيضاً

غزواني رجل دولة فلا داعي للقلق ../ الشيخ المهدي النجاشي – صحفي …

وأنتم تسيلون حبر أقلامكم وطقطقات لوحات هواتفكم بكثير من العنتريات احيانا والمزايدات على الموقف الموريتاني …