أخبار عاجلة
الرئيسية / تحقيقات / هل غلاء المهور وإكراهات التقاليد والأعراف وراء انتشار العنوسة……

هل غلاء المهور وإكراهات التقاليد والأعراف وراء انتشار العنوسة……

تعد ظاهرة العنوسة المنتشرة بين النساء والرجال في المجتمع الموريتاني موضوعا مهما يشغل اهتمام الكثير،ويطرح نفسه دوما من خلال التساؤلات عن الأسباب التي وراء الظاهرة.. والبحث عن سبل لحل هذه الظاهرة التي صارت مشكلا،وسببا لمعانات للكثير من النساء والرجال في المجتمع الموريتاني.

فهل غلاء المهور وإكراهات التقاليد وراء تفشي ظاهرة العنوسة في المجتمع الموريتاني..ام هناك أسباب أخرى…؟

حول أسباب هذه الظاهرة وانتشارها عمل قسم التحقيقات في الحوادث على فتح بحث  في الموضع من خلال استنطاق تفسيرات المهتمين بالبحث في الظاهرة والحديث مع بعض الشباب من الشبان والفتيات للغوص في الكنه معهم حول الموضع في هذه الورقة التي نعدها  في الموضوع.

يعيد الكثير من المهتمين سبب تفشي ظاهرة العنوسة إلى تمسك المجتمع بعادات وتقاليد خلقت هاجسا يخيف الرجل حتى من التفكير في الزواج.. مما ولد لدى الكثير فكرة العمل على وضع آلية للحد من الممارسات التقليدية المجحفة بالمقدم على للزواج.

ولوضع حلول للظواهر التي عقدت الزواج عمد البعض في المجتمع إلى طرح قواعد للحد من غلاء المهور والبذخ في تذليل الصعاب والاكتفاء بما اتفق عليه اثنين لتخفيف مشاكل الزواج.

غلاء المهور.. وحواجز الأعراف والتقاليد..

فلا يزال غلاء المهور يعد من الركائز الأساسية التي تقف عائقا دون الزواج وبذلك انتشار العنوسة. خاصة في ظل التفاخر والتباهي بين الكثيرين في غلاء المهر الذي أصبح غلاءه  وما يرافقه من البذخ في الوليمة واستدعاء الزفانة لإنشاد المديح عادة تنتشر بين  الأسر وعرفا وشرطا من الشروط  المتعلق بقبول الزوج مما عقد موضوع الزواج أكثر .

هذه الأمور وغيرها من العادات المجحفة التي دخلت في إطار الأعراف بين الأسر مثل “الواجب والفسخة “وما إلى ذلك من الأمور التي أسست لتعقيد الزواج .جعلت الرجل يبحث عن نجاة من ذلك كله بالاختفاء وراء الزواج السري وخلق متنفسا من كل ذلك هربا من تكاليف لا طاقة له عليها.

كما تعد البطالة مشكلا آخر لا يقل أهمية عن السبب الأول.. فالبطالة المنتشرة بين الشباب أسست لعراقيل قوية تمنع من الزواج المبكر للشباب وللفتيات.

كما تقف التقليد والأعراف المنتشر بين مكونات المجتمع في وجه الزواج مشكلة عائقا آخر. حيث يمنع الكثير من الأسر داخل المجتمع تزويج بناته  من غير أبناء العموم.

الأمر الذي نتج عنه تفشي ظاهرة العنوسة بين الإناث والذكور فقد بلغت نسبة العنوسة بين النساء 42 في المائة سنة 2019.

إكراهات المجتمع ولدت الانحراف بين الشباب..

إكراهات المجتمع جعلت الفتيات والشبان يبحثون في سن مبكرة عن طرق للزواج خارج إطار الأسرة.. فظهر من بين الفتيات من اختارت الهروب مع من تحبه لفرض الأسرة على تزويجها له.. وقد لوحظ ذلك في قصص عديدة بعضها عرض على القضاء وبعضها تم تسويته وديا بين الأسر.

فقبل ما يناهز شهر أثارت قصة هروب فتاة مع شاب واختفائهما لمدة  في عرفات وذلك لإرغام أسرتيهما على تزويجهما.

كما جعلت الرجل والمرأة يتجهان لمنصات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.ومراكز الزواج السري التي تنتشر بفضل دعاة الزواج، والتعدد.

ويرى المهتمون بالقضاء على الظواهر التي تعقد الزواج وتقف حائلة دونه أن أفضل  الوسائل للتخفيف من ظاهرة العنوسة هي :

توعية المجتمع على التخلي عن التكاليف الباهظة التي ترهق كاهل الأسرتين.

عدم تدخل الأسرة للشاب أو فتاة في اختيار الشريك

شهادات من الواقع..

في إطار البحث عن الأسباب والدوافع وراء انتشار هذه الظاهرة التقينا بالشاب محمد ولد ابراهيم في العقد الثالث من العمر عاطل علن العمل.. قال الشاب إن السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة العنوسة في الطرفين الابتعاد عن الدين وضوابط الزواج  الذي يخفف من أمر الزواج الذي يحض عليه رسول الله  صل الله عليه وسلم في قوله..”من وجد منكم الباءة فاليتزوج”..ويحارب التمايز بين الفئات بقوله وقول رسول الله صل الله عليه وسلم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكون فتنة..إلى آخر الحديث”.

ويقول المتحدث إن تأخر الزواج بالنسبة له عدم البطالة التي يعيشها مثل جل أقرانه، حيث لا يملك من  ما يوفر به ظروفا ملائمة للزواج المسقر.. في مجتمع مادي لا يرحم.
مريم في النصف من العقد الثالث من العمر لم تكمل دراستها قالت أنها تعاني من عادات يفرضها المجتمع، مثل تزويج البنت من أبناء عمومتها.. وأضافت الفتاة أن أسرتها محافظة على التقاليد والأعراف التي ترى أن تزويج البنت من غير ابن عمها خروج على المألوف والتقاليد.. فقد رغبت البنت من الزوج من شابت ربطتها به علاقة حميمة ولكن أسرتها رفضته عند ما تقدم للزواج بها.. لأنه ليس ابن عمها.. وما تزال حبيسة تقاليد وأعراف أسرتها، رغم الزمن الذي يمر من عمرها.

مرشد ديني وإمام مسجد قال… إن المجتمع والالتزام بضوابط الشريعة التي هي خير ما يمكن أن يقضي على ظاهرة العنوسة.

فتطبيق شرع الله في الزواج وهو الذي يحقق العدالة الاجتماعية وينبذ الفساد الذي يقف حاجزا أمام الرجل في الزواج.

فظواهر البذخ التي  تنتشر بين مكونات المجتمع هي سر الانحراف، وعلى المجتمع أن يحارب ظاهرة العنوسة بتطبيق ضوابط شرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم…

إعداد/لمات منت محمد

شاهد أيضاً

لجنة وزارية من 7 وزراء تمنح صفقة مثيرة لاستغلال ميناء الصداقة 30 سنة لصالح صهر رئيس الجمهورية

منحت اللجنة الوزارية للتنمية والشراكة بين القطاعين العمومي والهاص والتي يترأسها الوزير الأول السابق يحيي …