أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / غزواني: … نصاعة المسار/ الكاتب الخليفة ولد حداد

غزواني: … نصاعة المسار/ الكاتب الخليفة ولد حداد

منذ أشرق فجر العهد الجديد، عادت لموريتانيا الآمال العراض، التي دخلت في نفق مظلم، كاد أن ينهي أمل الأمة الموريتانية، ويقضي على تاريخها العريق، ومسارها الناصع، حيث يعهد عن الشناقطة تفانيهم في المصالحة الوطنية، وإيثارهم للتعايش السلمي، وشغفهم بعلاقات الجوار الحسنة على مستوى البيت، والخيمة، والقبيلة، والوطن، والعالم، فهم سفراء الوئام والانسجام، وإشعاع شمال إفريقيا، الذي حمل الثقافة على ظهور العيس – سفن الصحراء – إلى عناق تلألؤ الشمس وأديم الأرض أينما كان.

الغزواني بمجيئه استبشر الشناقطة خيرا، وتطلعوا لمستقبل مشرق، ينبع من تاريخ الرجل، المؤمن بالوطنية، وبأن الإنسان في ربوع شنقيط يستحق الحياة السعيدة، الملائمة للمواثيق الدولية لحقوق المواطن.

وسرعان ما بدأ الرجل بواكير وصوله للسلطة في العمل على المصالحة الوطنية، فالتأم شمل الموالاة والمعارضة في قالب الوفاق الوطني، لتتجسد لوحة شنقيط بمهرجان الثقافة، منبئة عن معدن الأصالة، وكرم الطباع، تلك الخصال المرابطة في سلالة ول الغزواني فردا فردا، والتي ورثها من أرومته المحترمة، ودوحته الوارفة، فآباؤه السادة الفضلاء، والأقطاب النجباء، الذين لطالما خدموا اللحمة الاجتماعية، وشكلوا حماية وطنية فكرية وصوفية لوطنهم من مزالق الفرقة، ومساوئ الشتات، وكانت بيوتهم قبلة لأهل الله، ومحبيه، العارفين المخلصين للدين والأمة، المتفانين في خدمة الجماعة، وتقوية أواصر المعروف والقربى، وحق الجيرة فيما بينها.

إن سليل الطريقة القظفية جبل على حب الخير، والاعتزاز بمنفعة الناس، والسعي في تكريس إشاعة قيم التسامح والفضل، ففي عروقه تسري دماء التصوف، القادمة من غير بعيد، إنها معين طاهر ورثه الرجل من والده المتوج بالأنوار والهداية – محمد محمود/ الغزواني، الذي شكل وهو في زهو الشباب وريعانه إجماع الطريقة، بعقر دارها، حيث النور والبهاء، وحيث حاضرة أوجفت، مدينة الصلاح والأولياء، والمقبرة اللمتونية، وحماة الديار من غزو الفرنجة، ويعهد عن الغزواني الجد أنه طهر الطريقة ذات يوم من الزمن الجميل من النزعة المتطرفة، التي كادت تنزع بها إلى هاوية.

وأنا كأحد أبناء مقاطعة أوجفت – المدير الناشر للحضارة- ، أعتقد جازما أن رئيسنا المنتخب هو أملنا في الوصول بوطننا إلى بر الأمان، فلنقف صفا معه وخلفه بوطنيتنا ومساندتنا، لنساهم في بناء وطن يتسع لأحلامنا، بجمالها وغرابتها، وبما ترسمه لنا من جنات، يستحقها شعب موريتانيا.

الكاتب الخليفة ولد حداد

 

 

 

شاهد أيضاً

غزواني رجل دولة فلا داعي للقلق ../ الشيخ المهدي النجاشي – صحفي …

وأنتم تسيلون حبر أقلامكم وطقطقات لوحات هواتفكم بكثير من العنتريات احيانا والمزايدات على الموقف الموريتاني …