أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / المناطق ذات الخطورة العالية وجهود الرئيس محمد ول عبد العزيز

المناطق ذات الخطورة العالية وجهود الرئيس محمد ول عبد العزيز

عندما تهب رياح الصحراء بكثافة، يعاني البدو الرحل والمسافرون معاناة حقيقية خصوصا في المناطق النائية التي عانت لسنوات عديدة من العزلة والإهمال.

وكمثال حي على ذلك، عندما كنت في بير ام اكرين عام 1985 ، حصل الإتفاق مع القائد المرحوم العقيد سيد محمد ول الشيخ العالم بأن أتجه إلى عين نتيلي في مهمة لتشييد غرفة ووضع شاهد قبر يحمل تعريفا بضريح المرحوم اسويدات ول وداد، البطل الموريتاني الذي سقط في ساحة الشرف عام 1976.

كان الطاقم الذي يرافقني يتألف من سائق وعامل بناء وثلاثة جنود. وعند الكلم 100 تقريبا من عين بنتيلي توقفنا نتيجة عواصف شديدة جعلت الرؤية منعدمة . وبعد توقف دام ساعات ، هدأت الرياح لكن الحر أصبح شديدا لايمكن تحمّله . وأخذنا في التقدم اتجاه عين نتيلي التي كانت في الماضي مركزا إداريا مزدهرا على طريق “أمكار” ، ومعرضه السنوي الشهير الذي يقصده التجار والزوار من موريتانيا والجزائر. وظلت هذه النقطة بالتحديد من التراب الوطني شبه مهجورة تماما منذ اندلاع حرب الصحراء، ولم يكن يبدو من معالم عين بنتلي إلا بقايا قلعة صغيرة مدمّرة لا أنيس بها.

على بعد كيلومترات من اتجاهنا، إذا برجل يجري مسرعا نحونا، وهو يحمل قربة ماء فارغة ، ويصرّح لنا أن زوجته وعياله على شفا الموت عطشا ، وذلك على بعد 10 كلم من مكان استراحتنا، فاستطعنا بحمد الله انقاذهم وهم في آخر رمق ..

في أواسط التسعينات، غادرت انواكشوط رفقة مدير البحرية الوطنية عبد الرحمن ول يحي لحضور تبادل المهام في مندوبية الصيد البحري والرقابة في انواذيبو بين العقيدين / الشيخ ول بايه، وإسلكو ول الولي. وفي هذه الفترة لم يكن هناك طرق ولا وسائل ملاحة حديثة ( GPS )، وعند وصولنا لمقطع الشامي ، لاحظنا سيارة متعطلة مهجورة.

وبعد أن تعرّفنا على محيط السيارة، ظهر شخص خلف شجيرة وكان هو الآخر على شفا الموت عطشا. تبين أن ذلك الرجل أحد الأثرياء ورجال الأعمال المعروفين: المرحوم عبد الله ول بنه ، الذي تابع طريقه بعد أن تم إصلاح سيارته.

وكانت منطقة الشامي آنذاك صحراء قاحلة لا يوجد بها ساكن، حيث تطمر الرمال جميع ممراتها بشكل دائم جراء الطبيعة القاسية والعواصف الرملية.

وفي نفس الفترة، قام حاكم ولاتة ، المعروف بحيويته وإخلاصه في العمل، بجولة تفقدية في المنطقة التابعة له، لكن ما لبث أن تعطلت سيارته وقضى رحمه الله من شدة العطش تحديدا في ” انبيكت لحواش”.

ولحسن الحظ، فقد اصبحت الشامي وانبيكت لحواش مقاطعتين مأهولتين وتساهمان في التنمية والتطور رغم ما شهدتاه في الماضي من انعدام مصادر المياه والعزلة.

وهكذا استطاع فخامة الرئيس محمد ول عبد العزيز بفضل برنامجه الشامل والطموح أن يُحوّل مناطق الخطر إلى مدن عصرية ، نابضة بالحياة وتساهم بفعالية جنبا إلى جنب مع بقية مدن البلاد. ولم يعد هناك مطلقا الخوف من الموت عطشا في جميع أرجاء الوطن.

أما بالنسبة لعين بنتيلي ، التي ظلت تعاني لسنوات عديدة من الإهمال، فقد استعادت الحياة بفضل الحضور الدائم لوحدات الجيش والتواجد الميداني لدوريات المنطقة العسكرية الثانية.

وفي هذا الصدد، لايفوتني هنا إلا أن أشيد بالجيش الوطني والجهود الجبارة التي يقوم بها على المستويين الداخلي والخارجي.

غير أنه لايخفى على الجميع أن هذا الجيش كان قبل سنوات معدودة عاجزا عن مواجهة أبسط التحديات وأن معداته متهالكة وأفراده محبطون للغاية، إلا أنه أصبح اليوم بفضل متابعة وإشراف فخامة رئيس الجمهورية وتسيير القائد العام للجيوش جيشا مهنيا ، يتوفر على أحدث الآليات وقادرا على تنفيذ جميع المهام.

ويأتي تخليد عيد الإستقلال ليُظهر للجميع القدرات المادية والبشرية لهذا الجيش من خلال العرض الذي ينظّم بهذه المناسبة، فيصبح مصدر فخر للمواطنين واحترام من الجيران.

أليس تحقيق الردع الخطوة الأولى في السياسية الخارجية؟ وهكذا أصبح الجيش الوطني يشكل، فضلا عن مهامه التقليدية، الدعامة الدبلوماسية للبلاد.

العقيد المتقاعد سيد محمد ولد الفايدة

شاهد أيضاً

المندوب الجهوي للبيئة بولاية الترارزة ينظم مأدبة إفطار لقطاعه.

في إطار تقوية الروابط الأخوية والمهنية نظم المندوب الجهوي للبيئة بولاية الترارزة مأدبة إفطار على …