بسم الله الرحمان الرحيم
مقتطف من كتابي السابع الذي عنوانه: متى نهاية الكون (( الله عز وجل أكد صراحة في قوله عز وجل في سورة فصلت ((أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31))) أي أن الماء الذي في الأرض حاليا في بحارها وفي سطحها وفي عمقها، كله أخرجه الله عز وجل منها.
فعل إخراج الماء في الآية شبيه ومقرون بفعل إخراج المرعى، والمرعى لم يخرجه الله رب العالمين في أعماق الأرض بل أخرجه من سطحها، حيث قال جل وعلى في سورة فصلت ((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10))).
نركز على قوله عز وجل ((وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا)) الله عز وجل خلق الأرض بنفس مراحل خلق الجبال، ولأن الله عز وجل قال في سورة الأنبياء آية 104 ((يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)).وبما أن الله عز وجل شرح في آيات زوال الكون مراحل زوال الجبال وهي نفسها بالطبع نفس مراحل خلقها وهي من السراب إلى السحاب إلى العهن المنفوش إلى الكثيب المهيل ثم إلى الجبال كما نعرفها اليوم.
ولأن الأرض والجبال من نفس التكوين تقريبا وعليه فان مراحل خلق الأرض هي نفسها مراحل خلق الجبال، أي من السراب إلى السحاب إلى العهن المنفوش إلى الكثيب المهيل إلى الأرض كما نراها اليوم.
حين أصبحت الأرض على بعد 50 ألف سنة ضوئية عن الشمس، بردت وبرد محيطها ومجالها المغناطيسي، الذي جعل الله فيه عز وجل الجبال، قبل أن ترسوا في الأرض ((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا)) أفهم من فوقها، أنها خلقت في مجالها المغناطيسي، لكنها لم تنزل بعد على الأرض، ولم يتحقق نزولها إلا بعد إتمام دحي الأرض وتمددها وخروج الماء ثم المرعى لترسو الجبال في النهاية.
العلماء أكدوا وجود الماء بين الطبقات الصخرية في باطن الأرض بعمق مئات الكيلومترات، وصرحوا أن تلك الطبقات الصخرية تعمل دور الإسفنج الذي يحتفظ بالماء، فزعموا أن الماء الذي في البحار وفوق الأرض، كله خرج من باطن الأرض، على حاله ماء، والدليل لديهم وجود الماء في باطن الأرض اليوم.
لكني لا أتفق معهم نهائيا، لأن الماء صحيح أخرج من الأرض من الأكسجين والهيدروجين، لكنه خلق فوق سطحها ونفذ لباطنها بكميات هائلة جدا في الثقوب والشقوق التي كونها الحديد أثناء نزوله على الأرض قبل وبعد بلوغها منتهى الدحي.
كما نفد الماء مع الحديد الذي ينزل على الأرض بعد أن ذاب جليدها فتكونت البحار وخرج المرعى وعم الماء الجاري أغلب سطح الأرض، ينزل الحديد ليشكل ثقوبا هائلة تحمل الماء لباطن الأرض مشكلا الينابيع، كما قال عز وجل في سورة الزمر آية 21 ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ)) والينابيع أو الفرشات المائية كما نسميها حاليا، تحمل الملح للبحار، فتزيله هو والمعادن الهشة، لتشكل البحيرات الباطنية التي تحتفظ بكميات من الماء، ربما هي أضعاف ماء البحار مجتمعة.
والدليل في قوله عز وجل في سورة القمر آية 12((وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)) وقوله عز وجل في سورة هود آية 44 ((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ))، والمفيد هنا ((يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ)) أي أن أغلب الماء الذي أغرق قوم نوح عليه السلام وغطى جميع جبال الأرض ونعلم اليوم أن ( جبل إفرست) يكاد يصله ارتفاعه تسعة كيلومترات، مصدر ذلك الماء هو باطن الأرض.
كل ذلك الماء ابتلعته الأرض ونفذ لباطنها حيث البحيرات الباطنية طبقات فوق أخرى لحين بلوغ أعماق الأرض بمئات الكيلومترات، والماء ذلك كله تكون في الأرض بعد تمام الدحي الذي دحاها إليها الله عز وجل كما شرحته أعلاه))
إني كلما نشرت علما علمنيه ربي ليستفيد منه الآخرون يوفقني الله عز وجل لاكتشاف وفهم جديد في كتابه جل وعلى وكلما سكتت عما علمني ربي لم استطع اكتشفاف أي جديد ، لذلك انشر وعلى اوسع نطاق.
شاهد أيضاً
شباب شكار يطالب الجهات المعنية برفع الظلم عنه
الحضارة . اتهم شباب بلدية شكار عمدة البلدية وبعض الشخصيات بمحاولة سرقة إنجازهم الرياضي، بعد …