أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / فوضى المناهج التربوية مصدرالبلوى! بقلم خديجة منت سدينا

فوضى المناهج التربوية مصدرالبلوى! بقلم خديجة منت سدينا

كان المجتمع الموريتاني التقليدي يخضع لنظام تربوي محظري محافظ مؤصل للهوية الثقافية الإسلامية حيث تخرَّج من هذه المحاظر علماءأجلاء نشروا العلوم والدين الإسلامي فى غرب إفريقيا ووص

ل إشعاعهم العلمي كل مكان، فكان عصي على الإختراق،متحصن ضد ثقافة المستعمر. وبعد قيام الدولة والتمدرس حافظ الجيل الأول على تلك القيم مع إنفتاحه على الثقافة الأجنبية وخصوصا فى جانبها الإيجابي فرسخت مفهومة الدولة والمواطنة بالإضافة إلى القيم المشتركة من إخلاص فى العمل وأمانة فى التسيير وصدق فى التعامل……إلخ. ومنذ الثمانينات شهد بلدنا بداية تحول سياسي أدت فيما بعد إلى تغيير المناهج التربوية فى ظل تراجع منظومتنا التقليدية وإنفتاح على مجتمعات أخرى مما كان له الأثر فى تكوين الجيل الثاني بعد نشأة الدولة إذا ما أعتبرنا أن الجيل الأول هو الجيل المؤسس إضافة إلى من تمدرسوا فى فترة (ستينات والسبعينات); فتشكل نظامان تربويان مما أنتج إنفصاما تربويا فى أبناء الوطن ثم تردَّت المناهج فى ظل الأنظمة المتعاقبة حتى أنفصمت عن تأصيل الإنتماء للوطن والهوية الثقافية، وزاد الوضع خطورة بعد فتح المجال للتعليم الحربمناهجه المختلفة وخلفياته المتنوعة النابعة من ثقافات وحضارات أخرى وأصبحنا ننتج أبناء مبتوري الهوية بإنتماء آخر, أو بلا إنتماء لمن درسوا فى التعليم العمومي, لتردي المناهج و التكوين العام لطاقم التدريس وغياب المراقبة، وأصبحنا فى التعليم العالي أمام واقعين, أطر تكونوا فى جامعات أجنبية يحسون ببعض الإنتماء والتحيز و تجلى ذلك بروابط مدعومة ومؤطرة فى بعضها من سفارات تلك الدول وأنشغلوا بالتجاذب المصلحي بناء على ذلك التحيز عن أولوية التنمية; أطرخرجي نظامنا التعليمي العالي بتخصصاته والتى لا علاقة لها بسوق العمل فيخرج بطالين تتقاذفهم أمواج الحياة و الواقع الصعب لتقذف بهم و فى أحسن لأحوال بحثا عن ملاذ آمن (من التهميش والإقصاء) إلى أحضان قبلية جهوية أو فئوية أو حتى أجنبية, وحتى ولو كان على حساب قيم ضعيفة أصلا بضعف مناهجنا التربوية; وأحيانا وهو الأخطر تقذف تلك الأمواج بالشباب إلى الإرهاب كردة فعل على الظلم والإقصاء أو الإلحاد تقربا لعوالم أخرى بحثا عن حياة أفضل, إن لم يتوجهوا إلى العصابات المفيوزية والجريمة المنظمة الدخيلتين على مجتمعينا، والمتاجرة الجنسية سواء بتصدير البنات أو دور الدعارة التى أصبحت منتشرة……إلخ. و وتلعب الأنظمة السياسية دورا هاما فى مآلات المجتمع, فكلما كانت الكفاآت مغيبة والتعيينات على أساس قبلي، والظلم مستشري والفساد مباح تتوجه النخبة من سياسيين ومثقفين وإعلاميين إلى الطرق التى تمكنها من الإستفادة تجنبا للتهميش والفقر، مما كرَّس القبلية وقلب المفاهيم الأخلاقية الغير المتجذرة أصلا بسبب فساد المنظومة التربوية, وتفكك النسيج الإجتماعي بسبب الظلم والحرمان, هذا هو واقعنا الحالي مع الأسف فى ظل محيط جيوسياسي و إقليمي يتسم بالغليان وتخطيط دولي لخريطة طريق جديدة تسارعت وتيرتها بعد الأزمة الإقتصادية الأخيرة بدافع الأطماع التوسعية، وخلق بؤر التوتر فى كل منطقة وإستغلالها كأوراق تلعبها لمصالحها، والأمر كغيرنا ينطبق علينا بسبب موقعنا الجيوستراتجي و مقدراتنا الإقتصادية. وبناء على ما سبق يجب على كل مواطن غيور على وطنه أن يحذر و يحزم و يفهم أن الوطن على حافة الهاوية و نبتعد عن النظرة الضيقة ونقرأ الوضع بشمولية و أن المشكلة ليست فى هيمنة فئة على فئات أخرى، كما نبتعد عن دعاة الفتن سواء عن وعي منهم أو عدم وعي; المشكلة فى نظامنا السياسي أولاـــ المسيِرُ بدون بصيرة على أحسن تقدير أو لايهتم للإستمرارية البلد ولا يعنبه إلّا مصلحة زمرة ضيقة، (إمَّا أنا أو الطوفان) . وثانياــــ فى المناهج التربوية :وضعت دون هدف، قبل وضع أيِّ منهج يجب أن نطرح السؤال ماذا نريد من المنهج أي، ماهو المواطن الذى نريد أن يعطينا هذا المنهج إنطلاقا من تنوعنا وثقافاتنا وقيمنا المشتركة؟ وتقاس المناهج بعدد المواطنين الصالحين المنتجين، وأين نحن من ذلك؟، كما أن إختلاف المناهج يلعب دورا أساسيا فى عدم إستقرار البلدان, إذا إمَّا أن نفهم التشخيص ونتَّحد جميعا من أجل بقاء الدولة بإصلاح النظام الساسي ثم التربوي و إلاَّ فالإندثار هو المصير المؤلم وعلى الوطن السلام !!!

شاهد أيضاً

ولد الشيخ الغزواني دعم لا يتزحزح للقضية الفلسطينية وموقف شجاع ضد المجازر في قطاع غزة.

عبد الرحمن ولد سيدي محمد رئيس تحرير سابق بشبكة إذاعة الصين الدولية – بكين تناولت …