يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ، وقال تعالى وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْ
سِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ – لقمان من الآية 34، وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ ، وقال: وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ، وقال جل من قائل وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ – ، وقد جاء في تفسير الجلالين { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم } تشغلكم { أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } الصلوات الخمس { ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، و قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ [التوبة: 18]، وقال عز من قائل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور: 36-38].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال:” ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ،إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ، ثم احتسبه ، إلا الجنة”، وجاء في الحديث الشريف “سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله”، وذكر منهم “رجل معلق قلبه بالمساجد”، وقال في هذا الحافظ ابن حجر “ظاهره أنه من التعليق كأنه شبهه بالشيء المعلق في المسجد كالقنديل مثلاً إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسده خارجاً عنه، ويدل عليه رواية الجوزقي: كأنما قلبه معلق في المسجد، ويحتمل أن يكون من العلاقة وهي شدة الحب، ويدل عليه رواية أحمد: معلق بالمساجد، وكذا رواية سليمان: من حبها “إذا خرج منه” أي من المسجد “حتى يعود إليه” لأن المؤمن في المسجد كالسمك في الماء، والمنافق في المسجد كالطير في القفص ! “
تدل هذه الآيات والأحاديث على ما أعده الله لعباده الصالحين من ثواب، يضاعف لمن كانوا في حياتهم محافظين على الصلوات الخمس، والفرائض والرغائب الأخرى، وهو ما يشهد به القاصي والداني للمغفور له عبد الله ولد انويكظ، الذي كان قلبه معلقا بالمساجد.
وببالغ الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره، تلقيتنا خبر وفاة الفقيد، وبالمناسبة فإننا لنشاطركم ألمكم، وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيله،
ونتقدم إليكم بتعازينا القلبية الحارة،
وبمشاعر المواساة، والتعاطف الأخوية المخلصة، سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه
وما الوصية إلا وصية الله للأولين، والآخرين بالصبر، والاحتساب، والتعاون على البر والتقوى، قال تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .