أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / خلاف في غير محله “قضية الثقافة في أوجفت

خلاف في غير محله “قضية الثقافة في أوجفت

altتتأهب مقاطعة أوجفت لتشهد أياما ثقافية ينتظرها الناس من زمن بعيد، لكن الأيام الثقافية محاطة بالكثير من الخلافات السياسية حول تنظيمها، فمعظم الناس لا يريدونها، وقد سمعت ذلك صراحة من البعض، مما دفعني

لسؤال نائب المقاطعة: محمد المخطار ولد الزامل، الذي كان حين اتصلت به لأسأله مسافرا في مهمة للحزب الحاكم.

المهم أنني اتصلت به يوم الخميس الماضي، الساعة الرابعة تماما، وأجابني على الهاتف، فسألته عن حقيقة عدم حضوره للمهرجان، فأجاب أنه لن يحضر لأنه لم يستشر إلا قليلا في البداية من قبل جمعية شمس الدين، المنظمة للحدث، وفيما بعد تم تهميشه بشكل كبير، وحتى عندما تمت استشارته لم يستشر في الأمور المهمة، وهذا ما دعاه لأخذ القرار بأنه لن يحضر لأيام الثقافة في أوجفت.

سألته أيضا عن شيخ المقاطعة: محمد يحي ولد عبد القهار، فأجابني أن الأخير في مهمة للدولة في فرنسا، ولن يحضر هو الآخر، ومن خلال عدم حضور الشيخ، والنائب عرفت أن مهرجان الثقافة في أوجفت ليس على ما يرام، ولن تحضره النخبة السياسية، وسيعاني من غياب الأطر، الذين يعول عليهم في دعمه، وإمداده بالمال، والنفوذ لينجح، ويكون معبرا عن أهل أوجفت أطرا، وشعبا.

اتصلت بالعمدة: محمد المخطار ولد احمين اعمر وسألته هو الآخر عن حقيقة ما يجري، فأجابني أنهم دعوا الجميع للحضور، وللقيام بواجبه اتجاه أوجفت، خصوصا أن الحضور يعني صلة الرحم، والمساهمة في المهرجان بشكل مهم، يفتح الباب أمام الناس ليتعاونوا في أمور الخير.

قطعت الخط واتصلت بالسن ولد عبداوه فقال أن المهرجان فوائده لا تحصى، ولا تعد، ولا تدخل تحت حصر، فمنه التعرف على المقاطعة، وجلب الفوائد النقدية لها، والثقافية، وهو بعيد عن السياسة برغم كل شيء، بعيد تماما عنها.

سألت نفسي أخيرا عن فوائد المهرجان تعود لمن؟ هل سيجد الناس من فوائده مليما؟ أم سيتمتعون فقط بالنظر للمسرح والتمثيليات؟ أم أن فوائد المهرجان لأهل المهرجان؟

تلك الأسئلة لا أضعها وحدي، وربما هي سبب سوء التفاهم بين المنتخبين والمنظمين وحتى الناس، فالناس ملت الثقافة التي لا فائدة تعود للناس منها.

وأوجفت بحاجة ماسة لأمور حقيقية تفيده، وتقدم للناس فيه الذين بحاجة لها، فالناس لا بد لهم من أشياء حقيقية، وهذا معروف، كما أن التشاور بين الجميع لا غنى عنه، وفوائد الثقافة هذه المرة يجب تقسيمها، فلا أحد أفقر من الثاني، ولا أحوج منه للفائدة، فالناس كلهم فقراء، ويحتاجون ما ينعش جيوبهم، أما الكلام على المسرح، والتمثيل فتلك أمور شبه تافهة نظرا لصعوبة الأوضاع المعيشية للناس.

وفيما بعد رأيت الجنرال محمد الهادي وصل أوجفت، وكان وصوله في هذا الوقت يثير الريب في نفسي حول هدفه، فهل ترى سيعوض غياب الأطر بنفسه؟ وسيحل محل الجميع ليري الكل أنه قادر على أن يسير بأوجفت لوحده؟ أم أن حضوره كان مبرمجا من قبل خاصة أنه منذ زمن لم يزر المقاطعة، والناس ترى فيه عدوا للشيخ والنائب، وترى فيه حريصا على أن يبعدهما عن سياسة المقاطعة.

أما بالنسبة لسيدي ولد لبشير فلم يصلني عنه خبر مؤكد حتى الآن، إلا أنني على علم أنه عضو في جمعية السني وسيحرص على القدوم، وهو يريد مكانة سياسية في المستقبل يعمل لها من الآن.

أثار استغرابي غياب أولاد لمام أيضا حتى الآن عن القدوم، وغياب ولد البكاي، وولد صمب، ربما معارضة المهرجان كبيرة وأهل أوجفت لا يعلمون، وربما لن يكون أوجفت بعد هذا المهرجان كما نعرفه قبله.

ما يخافه الناس هو أن لا تقدر الجماعة المنظمة على تعويض مكانة الشيخ، والنائب والحلول محلهما، فمكانتهما الانتخابية كافية وحدها ليكون غيابهما كارثة على المهرجان، ولكن إذا كانا هما والساكنة لا يريدون المهرجان فلماذا إصرار الطرف المنظم على القيام بالمهرجان؟

التحليلات ترى أن السياسة هي اللعبة التي وراء التنظيم وليست الثقافة، وما يخشى هو أن تكون أياد عسكرية تمارس السياسة في الخفاء، ما يعني بالضرورة أن الوضع دقيق للغاية إذا علمنا أن الحوار السياسي حرم على العسكريين السياسة.

وإذا اعتقد البعض أن الأمر سهلا فإن الطرف الآخر سيقاومه وفي النهاية قد يكسر شوكته بسهولة رغم أنه لا يحسب حسابا لذلك، وأهل الثقافة يرى البعض أنه همهم هو في المال وليس في السياسة وهذا حقيقي حين يقولونه، ولكنه لا يعود بالنفع على العامة بشيء.

وبعد غياب طويل قد تعني عودة الجنرال محاولة لخلق قاعدة شعبية يفاوض عليها في الانتخابات القادمة، ويضمن بها نصيبها من الكعكة.

أسئلة أخرى في نفسي حول السماسيد في أطار لماذا لم يظهروا في آزوكي، بتيارت الذي حالته مشابهة؟ هل يخافون من الفشل؟ أم يريدون التجريب بأوجفت؟…

ما نعلمه هو أنه حتى الآن عينين ولد أييه يعمل بجد ليكمل ملف آزوكي، وبسرية، وبشكل محترم، ودون أن يخلق خلافا سياسيا أو أ ن يبين ضعف طرف من قوة آخر.

وأساءل ما دام أعوان ولد احمين اعمر الكبار يفضلون العمل في الظلام، مختبئين، فهل سيساعده رجال أعمال أطار الين هو بأمس الحاجة لهم في هذه الظروف، وكان يدعمهم عند سجنهم؟ علما أن محمد لنويكظ هو صهر ولد لمام وعليه عار من كل ما يحدث في أوجفت، وسبق له أن قسم طنا من السمك على الساكنة.

وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة في هذه اللعبة، التي من المؤكد أنها ليست في مجملها من قضايا الثقافة، وقد تنتهي بحروب بين بعض اللاعبين.


/عبد الله ولد لبشير

شاهد أيضاً

السنغال: المؤشرات الأولية تفيد بتقدم مرشح المعارضة

أفادت مصادر متواترة بتقدم مرشح المعارضة السنغالية بشيرو دجماي فاي في الانتخابات الرئاسية بعد فرز …