أخبار عاجلة
الرئيسية / مقابلات / الرئيس ولد عبد العزيز: “هناك فرص كبيرة لاستثمارها في موريتانيا

الرئيس ولد عبد العزيز: “هناك فرص كبيرة لاستثمارها في موريتانيا

 altأشاد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالعلاقات التاريخية بين السلطنة وموريتانيا ، وقال في حديث خص بة عمان ، ان شعبيهما جابوا القارة الافريقية تجارا ودعاة ،

وانه يتطلع الى سفارة عمانية في عاصمة بلادة خلال المرحلة المقبلة ، واثنى على التقدم والازدهار الذي تعيشة السلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة ، وان هناك

 

فرص كبيرة للاشقاء في السلطنة والعرب لاستثمارها في موريتانيا من خلال المجالات المتنوعة التي تزخر بها بلادة .

 

وخلال حديثة تطرق الرئيس الموريتاني الى عدد من الموضوعات كان ابرزها مسيرة الاصلاحات الديمقراطية التي تطبقها حكومتة منذ تولية السلطة ، مما جنب بلادة ماحدث في عدد من دول الجوار والتي اطاحت ببعض الرؤساء العرب ، واشار الى الارهاب  واعتبرة مشكلة في المنطقة تنبهت له موريتانيا مبكرا  ، وقال وان التدخل العسكري بقيادة فرنسا لن يحل المشكلة نهائيا وان الحوار بين الفرقاء ضرورة للاستقرار ، كما تطرق الى أهمية التنمية التي تنفذ في بلادة والتي تستهدف الانسان قبل اي شئ لانة محور البناء ، واشاد بالمراة الموريتانية   التي اعتبرها شريكا اساسيا ومهما ، وقال ماحدث في بعض دول الجوار كان نتيجة خلل في ممارسة الديمقراطية ، وان الازمة السورية دمرت مكونات الدولة والحوار السبيل الوحيد بين الاطراف  المتصارعة ، واليكم نص الحديث:

 

عملنا على ترسيخ الديمقراطية من خلال  الحوار ولا سجناء رأي وصحافتنا حرة ومعارضة مسؤولة

 

مؤشرات ايجابية للتنقيب عن النفط والغاز والانسان هدف التنمية والمراة شريك اثبت كفاءتة

 

حذرنا من خطورة الارهاب العابر للحدود ونتطلع الى حل الازمة المالية بالحوار بين الفرقاء

 

مايحدث في سوريا مؤلم والثورات العربية انفجرت لخلل وندفع بعودة الاتحاد المغاربي

 

ضرورة التقارب

 

*كيف تنظرون فخامة الرئيس الى مستقبل العلاقات بين السلطنة وموريتانيا بعد خطوة تبادل السفراء في الفترة الاخيرة ؟

 

**  أرحب بكم أولا  في بلدكم الثاني موريتانيا، لقد مثلت خطوة افتتاح سفارة موريتانية في مسقط تتويجا لعلاقات أخوية ظلت تربط البلدين في المجال الاقتصادي والثقافي. وآمل أن يتم فتح سفارة عمانية في نواكشوط للدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام نحو آفاق أرحب، لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين ، ونعتقد أن ذلك سوف يسهل الكثير من قنوات التواصل بين البلدين ، خاصة وانه من الضرورة في هذا الوقت بناء تكامل قتصادي وسياسي بين الاشقاء ودعم الروابط الاجتماعية والثقاقية بين الشعبين .

 

وأتوجه من خلال جريدة عمان إلى الشعب العماني الشقيق بأحر الأماني بالتقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، وآمل أن تتوطد العلاقات بين شعبينا، و قيادتينا.

 

دعوة العمانيين للاستثمار

 

*في نظر فخامتكم ماهي المجالات التي يمكن أن يتعاون فيها البلدين ؟

 

**هناك مجالات عديدة للتعاون بين بلدينا الشقيقين. في المجال الاقتصادي مثلا هناك فرص عديدة واعدة يمكن للسلطنة الاستثمار فيها، مثل قطاع المعادن، والصيد، والزراعة، والثروة الحيوانية، خاصة أننا أدخلنا تحسينات مهمة على مدونة الاستثمار، تقدم حوافز كثيرة للمستثمرين، مثل تبسيط الإجراءات الإدارية، وإعفاءات ضريبية معتبرة. يضاف إلى ذلك استحداث المنطقة الحرة في نواذيب. فنحن نرحب بالاستثمارات الخارجية عموما، والاستثمارات العربية خصوصا لأنها تضيف بعدا اجتماعيا على البعد الاقتصادي، فحريصون على التواصل مع أشقائنا العرب، وقد عرف العمانيون برحلاتهم التجارية وصلاتهم القوية بالقارة الإفريقية، وهم في ذلك شبيهون بالموريتانيين الذين جابوا القارة تجارا ودعاة.

 

استيعاب المكونات السياسية

 

*هل ترون أن مسيرة الاصلاحات الديمقراطية في موريتانيا قد تلمست طريقها وبدأتم تحققون الأهداف ؟

 

**الشعب الموريتاني بطبعه شعب ديمقراطي، فهو ينبذ العنف بطبعه، ويحل خلافاته بالحوار، وهذه هي أهم ميزات الديمقراطية. إذن، السلوك الديمقراطي متأصل في بيئتنا الاجتماعية. أما على مستوى السلطة السياسية، فمنذ بدأ المسار الديمقراطي في تسعينيات القرن الماضي لم تزل محاولات ترسيخ الممارسة الديمقراطية، وتحسينها مستمرة، وكان آخرها الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي شهد لها العالم بالنزاهة والشفافية. ولا زلنا محافظين على هذا المسار من خلال الحوار الوطني الأخير بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة الذي أفضى إلى إنشاء لجنة مستقلة للانتخابات، وتعزيز مكانة الأحزاب السياسية عن طريق منع الترحال السياسي، وحظر الترشح المستقل، وضبط الحالة المدنية ضمانا لشفافية السجل الانتخابي.

 

تحذير مبكر من الارهاب

 

*تعد موريتانيا محورا في مكافحة الارهاب في المنطقة ، هل تعتقدون أن المسئولية أكبر من قدرات نواكشوط ؟

 

**كانت بلادنا من أوائل البلدان التي اكتوت بنار الإرهاب في المنطقة. فقد هاجم الإرهابيون مواقعنا العسكرية، ومراكزنا الأمنية، واغتالوا، واختطفوا أجانب على أراضينا… كل هذه الأعمال العدائية جعلتنا نتخذ موقفا حازما من الإرهاب أمنا من خلاله حدودنا، وطاردنا الإرهابيين حتى ملاذاتهم في بلدان الجوار. وحذرنا جيراننا وأصدقاءنا من ترك ظاهرة الإرهاب تستفحل في منطقة الشمال المالي. وكانت نتيجة عدم الأخذ بنصائحنا احتلال الإرهابيين للشمال المالي، وتهديد المنطقة كافة. نحن نكافح الإرهاب دفاعا عن حدودنا ومصالحنا، ونحن على قدر هذه المسئولية، وقدراتنا في مستواها، ونعززها بشكل مطرد.

 

الحوار طريق الاستقرار بمالي

 

*أزمة جمهورية مالي أضافت عبئا آخر على موريتانيا ، هل ترون أن التدخل العسكري بقيادة فرنسا يمكن ان يكون حلا ويخفف من ذلك العبء ؟

 

**مثل التدخل الفرنسي معززا بقوات غرب إفريقية، استجابة موفقة للتحدي الخطير الذي مثلته الجماعات الإرهابية في شمال مالي، فقد مكن من هزيمة الإرهاب وإعادة توحيد الأراضي المالية. غير أن العمل العسكري لا يمكنه وحده حل مشكل الشمال المالي، وإنما لا بد من حوار شامل بين الحكومة المالية وجميع مكونات شعبها في الشمال من اجل الوصول إلى حل شامل ودائم يحقق المطالب المشروعة في التنمية، والعدالة الاجتماعية التي يطالب بها سكان شمال مالي من عرب وطوارق.

 

صحيح أن الأزمة المالية مثلت عبئا بالنسبة لنا من خلال انعدام الأمن على حدودنا الشرقية، وتدفق عشرات آلاف اللاجئين الماليين الذين يعانون ظروفا إنسانية صعبة. ورغم تواضع مواردنا، إلا أننا قدمنا كافة أنواع المساعدات الإنسانية للاجئين الماليين. قدمنا لهم الدواء، والغذاء، والمسكن، ولا نزال نقدم هذه الرعاية حتى اليوم، ولا تزال أعداد اللاجئين في ازدياد، رغم كل ذلك تظل حدودنا آمنة بفضل جهودنا الذاتية.

 

الانسان هدف التنمية

 

*فخامة الرئيس يمثل  الجانب الاقتصادي  حجر الزاوية م في مسيرة البناء لدفع التنمية قدما ، هل من اضاءات حول هذا الجانب ؟

 

**مثل الجانب الاقتصادي أولوية في برنامجنا السياسي الذي حاز قبول الناخب الموريتاني. فنحن نؤمن أن التقدم الاقتصادي مطلب ملح بالنسبة لبلدان العالم الثالث. لكن التقدم الاقتصادي ينبغي أن يأخذ في الحسبان الاحتياجات الأولى للطبقات الأكثر هشاشة. وهو ما يعني أن البعد الاجتماعي ينبغي أن يكون حاضرا في الخطط الاقتصادية التنموية، لأن الإنسان هو الهدف الأول والأخير. ضمن هذه الرؤية سعينا إلى تقديم خدمات مباشرة للطبقات الفقيرة من خلال برنامج  ” أمل “الذي يدعم المواد الأولية في محلات  التضامن المخصصة للطبقات الفقيرة.

 

كما سعينا إلى تطوير إمكانياتنا الاقتصادية من خلال استغلال معقول  لثرواتنا الطبيعية، ففتحنا المجال واسعا أمام المستثمرين في القطاع المنجمي، مثل الحديد، والنحاس والذهب. ومنحنا رخصا عديدة للتنقيب عن النفط والغاز أعطت مؤشرات إيجابية، كما راجعنا اتفاقية الصيد التي كانت تربطنا بالاتحاد الأوربي للحصول على شروط أفضل.

 

وفي مجال الزراعة استثمرنا في زراعة الحبوب مثل القمح، فأعطت نتائج إيجابية، ولدينا مساحات زراعية شاسعة، ومصادر مياه متعددة، مما يشجع المستثمرين على ارتياد هذا المجال باطمئنان، ونرجوا أن يكون إخواننا العمانيون في مقدمتهم. فموريتانيا  بلد ينعم بالاستقرار، ولدينا إمكانيات اقتصادية هائلة نقدم حوافز عديدة للمستثمرين، ولدينا قطاعات لا تزال بكرا مثل قطاع السياحة، فمساحة البلد شاسعة، وتضاريسه متنوعة بين الشواطئ، والكثبان، والهضاب، والسهول والواحات، إضافة إلى مدن أثرية تروي التاريخ، وتعزز الأصالة العربية الموريتانية.

 

نرحب، كما أسلفت، بالمستثمر الأجنبي، وخاصة المستثمر العربي، ومجالات الاستثمار عديدة، والقطاعات الاقتصادية متعددة. فيمكن للمستثمر العربي أن يساهم في تطوير القطاع الزراعي عندنا من خلال زراعة مساحات شاسعة بالحبوب التي تستوردها البلدان العربية من السوق العالمية بأثمان باهظة. فالاستثمار في هذا القطاع يمكن الأشقاء العرب من الحصول على حاجتهم من الحبوب بأسعار أقل بكثير من سعر السوق الدولية. كما يمكن للبلدان العربية الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية من خلال إقامة مصانع للألبان، واستيراد اللحوم، وغيرها من المجالات التي تسمح بها طبيعة القطاع. عموما نحن نرحب بالاستثمارات العربية في كافة القطاعات.

 

المرأة شريك اساسي

 

*تقود المرأة الموريتانية نهضة موازية الى جانب شقيقها المورياتاني ، ماهي المرتكزات التي تنطلق منها ؟

 

**للمرأة الموريتانية خصوصية تميزها وهي أنها كانت دوما عنصرا فاعلا ومؤثرا في المجتمع، وقد عملنا على تعزيز هذا الدور من خلال حجز حصة معتبرة من المواقع القيادية، و الانتخابية للمرأة مما عزز حضورها في مراكز القرار. وتنشط المرأة في المجال الاقتصادي من خلال ممارسة التجارة، وقد دخلت المجالات  شبه العسكرية مثل الشرطة والحرس والجمارك، والدفاع المدنيي. وقد أظهرت كفاءة لا تقل عن أخيها الرجل.

 

ندفع بعودة الاتحاد المغاربي

 

*ماهي المعوقات الحقيقة التي تقف ضد عودة الحياة الى الأتحاد المغاربي ؟

 

الاتحاد ألمغاربي إطار للتعاون المثمر بين أعضائه، وقد كنا في موريتانيا، ولا نزال حريصين على تطوير أدائه. غير أنه، مثل كل التجمعات الدولية يتأثر بالأحداث التي تقع ضمن إطاره، وخارجه. ونحن نأمل أن يستعيد حيويته قريبا، وأن تستمر مسيرته نحو تحقيق التكامل بين بلدان المغرب العربي، فمثل هذة التجمعات تساهم بشكل لافت في تطويرة كوحدة جغرافية بين دولة  .

 

عوامل ترسخ لديمقراطية مسالمة

 

*فخامة الرئيس مرت على المنطقة العربية أحداثا مهمة ، هل تعتقدون أن موريتانيا في منأى عنها ؟

 

**الأحداث التي مرت على بعض بلدان المنطقة العربية تعود في الغالب إلى الظروف الموضوعية لتلك البلدان التي نأمل أن تتجاوز تلك الأحداث إلى بر الأمان.

 

نحن في موريتانيا لنا ظروف مختلفة عن ظروف تلك البلدان. حيث اننا  ديمقراطية ناشئة في مجتمع مسالم ومترابط لا تمزقه الفروق الطبقية الصارخة، ولا تجد فيه التيارات المتطرفة مكانا لها. هذه العوامل وغيرها مثلت صمام أمان لمجتمعنا في وجه الأحداث التي عصفت بمجتمعات شقيقة.

 

يضاف إلى ذلك مجال الحريات العامة الواسع جدا في بلادنا، فليس لدينا سجناء رأي، ولدينا صحافة حرة، ومجتمع مدني فاعل، وأحزاب وطنية تمارس نشاطها بكل حرية، ومعارضة تنهض بدورها بمسؤولية وانضباط صمن حدود القانون… حرية التظاهر مكفولة، وحرية الإضراب، وإنشاء النقابات المهنية، والروابط الطلابية… هذه الأمور الأساسية اليوم كانت مفتقدة في تلك البلدان.

 

أضف إلى ذلك أن السلطة السياسية في بلدنا، من رئيس الجمهورية، حتى المستشار البلدي منتخبة ديمقراطيا بشكل شفاف ونزيه.

 

التداول السلمي للسلطة

 

·        كيف تقيمون الاوضاع في الدول التي أطاحت بحكامها ؟

 

دون التعليق على حالات محددة أقول إن التداول السلمي على السلطة، ضمن الأطر القانونية، والآليات الديمقراطية يظل خير سبيل لحل إشكال النزاع على السلطة. فالتغييرات العنيفة تفكك لحمة المجتمع، وقد تؤدي إلى فوضى يصعب الخروج منها. وسيثبت الزمن صحة ما نذهب إليه.

 

الازمة السورية مؤلمة

 

*اين تقفون من الازمة السورية ، بعد التباين العربي ؟

 

**موقفنا من الأزمة السورية واضح، وقد عبرنا عنه في الخطاب الذي ألقيناه في القمة العربية  الاخيرة في الدوحة، الذي تضمن دعوتنا إلى إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وندعوا إلى حقن دماء السوريين، وعدم تدمير هذا البلد العربي الشقيق. نتائج ما حدث في سوريا حتى الآن سلبية؛ فقد دمرت البنية الاساسية للبلد، وقتل عشرات آلاف السوريين، وشرد الملايين، ودمر الجيش السوري وهذا كله لا يخدم سوى أعداء الأمة العربية. فسوريا بلد مواجهة مهم في تاريخ المنطقة وحاضرها.

 

البوابة لافربقيا

 

*العرب ينظرون الى موريتانيا بأنها بوابتهم على أفريقيا ، كيف يمكن تعزيز مكانة هذة البوابة من وجهة نظركم ؟

 

** ظلت موريتانيا عبر التاريخ بوابة العرب إلى إفريقيا، وسفير الأفارقة لدى العرب. هذا الدور المزدوج نحرص عليه كثيرا، وهو مجال فخر لنا. فقد مكننا ثراؤنا الثقافي، وتعددنا العرقي من الانتماء الأصيل إلى الوطن العربي والفضاء الإفريقي. يمكن لأشقائنا العرب مساعدتنا في تعزيز هذا الدور عن طريق الاستفادة من خبرتنا عند تعاملهم مع الفضاء الإفريقي.

 

نقلا عن: السفير

 

شاهد أيضاً

عبد الباري عطوان يكشف تهديدات القتل والمؤامرات التي حيكت ضده

الشخصية الجدّلية لعبد الباري عطوان. الصحافي المشاغب الذي ولد في مخيم دير البلح عام 1950، …