أما آخر حوار أجراه في الصحافة المكتوبة، فكان في مجلة سيدتي الصادرة في لندن، وأخذ الحوار أبعادا اجتماعية، وتحدث عن حياته الخاصة، وتحدث عن تحضيره لخطبه التي يلقيها في الندوات وفي المساجد، وقال إن الذي لا يحضر خطبه يستهين بوظيفته، ويستهين بالجمهور، وكان الشيخ قد فقد والده في سن مبكر، فتعهّد إخوته وتزوّج وكان عمره دون سن الخامسة والعشرين، وبقي مع زوجته أكثر من أربعين سنة، وعندما فقدها كان ذلك أحزن يوم في حياته، حيث زج به في السجن عام 1949 وحافظت على أبنائه، ورزق الشيخ بخمس بنات تزوجن جميعا في حياته، إضافة إلى ولدين أحدهما مهندس والثاني دكتور في الجامعة، وتوفي في حياته ابنا وبنتا بكاهما أشد البكاء، وكان يقول إنه يحلم بأن ينتظرانه على باب الجنة، وسألت مجلة سيدتي الشيخ الغزالي عن البرابول وتكاثر الفضائيات، فأجاب بأن التلفزيون لا يُذم ولا يُمدح، وإنما يُنتقد ما يُقدم فيه، وانتقد في آخر الحوار الصحفي، من يعتبر القرآن الكريم أدوية وعقاقير، وقال إنه لا يصح أن يحوّله البعض إلى كتاب للعلاج الطبي، وكرّر ما كتبه في “ركائز الإيمان” وهو أحد أشهر كتبه، فالقرآن جاء لنتعلم منه الإسلام..
وقال لمجلة سيدتي إنه تساءل في الجزائر لماذا لا تسكن الجن الشباب الياباني؟ وتسكن فقط أبدان وأرواح المسلمين، في إشارة إلى حديث الإثنين الذي قدمه في التلفزيون الجزائري، وعن السينما والتمثيل، فاختصر رأيه بالقول، إن من يشتري جد الحديث أن لهوه للأسباب المذكورة في قوله تعالى “من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزءا أولئك لهم عذاب مهين، وإذا تتلى عليه آيتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها” جدير بسوء العقاب، واستحسن اللحن الجميل والشعر الجميل، وقال إنه يعترض على الأصوات المخنثة والألحان الطرية المانعة .