أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / عمدة أوجفت: “قادة المؤسسة العسكرية برهنوا على تمسكهم بالرئيس عزيز وتعاطفهم معه

عمدة أوجفت: “قادة المؤسسة العسكرية برهنوا على تمسكهم بالرئيس عزيز وتعاطفهم معه

قال عمدة أوجفت محمد المختار ولد احمين اعمر  إن موريتانيا تعيش ظروفا استثنائية وهو ما يفرض على altالموالاة والمعارضة التوحد ورص الصفوف حتى يساهموا في تجاوز الأوضاع الصعبة التى تعيشها البلاد في الوقت الراهن…

وطالب ولد احمين اعمر الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز بالاستقالة من منصبه إذا كان عاجزا بالفعل عن القيام بمهامه وعن تسيير البلاد؛ أما إذا كان قادرا على تأدية مهامه –والمرء فقيه نفسه- فعليه أن يستمر حتى تنتهي مأموريته التى منحه الشعب الموريتاني. وفق تعبيره

كما دعا ولد احمين اعمر أيضا – في مقابلة أجراها صباح اليوم الخميس مع وكالة الساحة الإخبارية- دعا منسقية المعارضة الديمقراطية إلى التخلي عن مطلبها بالكشف عن التقرير الطبي الذي يعطي حقيقة الوضع الصحي  للرئيس عزيز؛ وكذا الإلحاح على أن البلاد تعيش فراغا دستوريا بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية.

معتبرا أن الاحترام والثقة المتبادلة ينبغي أن تكون هي العامل المشترك بين الموالاة والمعارضة من أجل مصلحة الوطن والمواطن.

وأكد ولد احمين اعمر أن قادة المؤسسة العسكرية برهنوا طيلة غياب الرئيس ولد عبد العزيز على تمسكهم به وتعاطفهم معه.

وقال ولد احمين اعمر إنه لم يعد مقتنعا بخيار الثورة ضد النظام وإسقاط الرئيس ولد عبد العزيز؛ كما أنه أيضا لم يقتنع بعد بالانخراط في صفوف الداعمين للنظام والمؤيدين للرئيس ولد عبد العزيز. على حد قوله

وفي مايلي نص المقابلة:

الساحة: ماهي قراءتكم للوضع السياسي الراهن في البلاد؟

عمدة أوجفت: أعتقد أنه بغض النظر عن مواقف المعارضة والموالاة يجب النظر إلى البلاد بنظرة شمولية؛ بحيث نطرح في الحسبان أن القضايا التالية كفيلة بتقويض الدولة الموريتانية والقضاء عليها نهائيا: بدء بحدودها المفتوحة؛ ومرورا ببنيتها الاجتماعية وظروفها الاقتصادية ووصولا إلى مناخها الإقليمي والدولي.

ورغم ذلك فإنه من حق المعارضة أن تبذل كلما بوسعها من أجل الوصول إلى السلطة لأن ذلك هو هدفها الأسمى.

كما أن الظروف الاستثنائية -أيضا- تفرض علينا التمسك برأس النظام دون البحث عن بدائل أخرى لا تحظى بإجماع وطني وإنما هي مجرد أنصاف حلول.

وانطلاقا مما سبق فإنه على رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز اليوم وقبل أي وقت مضى تحمل مسؤولياته في التعاطي مع المناخ السياسي المحلي وهو ما يترتب عليه تغيير أسلوبه السابق في فهم الأمور والتجاوب مع الأحداث.

ويطبق مبدأ مد اليد من أجل إشراك المعارضة في تسيير الشأن العام.

وأنا شخصيا أعتقد أن المخرج الوحيد بالنسبة لي هو وجود آليات تضمن انتخابات شفافة مبنية على حالة مدنية صحيحة ومتكاملة؛ وجميع الوسائل التى تضمن للمعارضة الطمأنينة على النتائج التي تسربت عن الانتخابات.

كما أن اللاعبين في الساحة السياسية ليسوا فقط المعارضة والموالاة؛ بل إن هناك لاعبين آخرين لابد أن يوضعوا في الحسبان؛ وهم الدول المهتمة بالشأن الموريتاني؛ وكذلك المؤسسة العسكرية التي برهن الربيع العربي على أنها كانت حاضرة في جميع المشاهد السياسية في البلدان التى اندلعت فيها تلك الثورات؛ حيث كان أسلوب العسكر في دولتي مصر وتونس نموذج يحتذي في التعاطي مع ثورات الشعوب؛ عكس ما وقع في دول مثل: سوريا؛ واليمن؛ وليبيا.

وموريتانيا ليست نشازا فإذا كانت منسقية المعارضة تطالب بمرحلة انتقالية بعد استقالة الرئيس أو شغور منصبه بقوة القانون فلا شك أن دور المؤسسة العسكرية سيكون حاضرا…

ولا يفوتني هنا أن ننبه على أن قادة المؤسسة العسكرية برهنوا طيلة غياب الرئيس ولد عبد العزيز على تمسكهم به وتعاطفهم معه.

ونحن ندرك أن المؤسسة العسكرية قد لا تتعاطى مع الشأن السياسي بالأسلوب الذي تريده المعارضة؛ ولكن يبقى السؤال المطروح: هو من سيكون المشرف على المرحلة الانتقالية؟ هل هو المؤسسة العسكرية؟ أو دولة أجنبية؟ أم يمكن أن تدار تلك المرحلة الانتقالية من لدن نخبتنا السياسية الموجودة؟

إنه لا يخفى على أحد أن بلادنا اليوم تتهددها مخاطر حقيقية؛ فالحرب التى ستندلع في الشمال المالي من شأنها أن تهدد أمن البلاد واستقرارها؛ هذا في ظل خشية المعارضة من مشاركة بلادنا فيها.

وإذا كان من الضروري أن تشارك فيها البلاد فعليها على الأقل أن لا تكون في ظروف استثنائية؛ فالمشاركة في تلك الحرب تقتضى وجود رئيس يحكم ومؤسسة عسكرية مدعومة شعبيا؛ بالإضافة إلى رأي عام وطني متماسك…

ولذا ينبغي الإسراع وبذل الجهود من أجل وفاق وطني يعزز الجبهة الداخلية.

وأعتقد أن المواقف المتباينة بين النظام والمعارضة ليست مربحة لكلى الطرفين؛ وبالتالي ستكون نتائجها على حساب المصالح العليا للوطن.

الساحة: السيد العمدة ما هو موقفكم السياسي اليوم بعد توقيف نشاطكم في منسقية المعارضة ولقائكم عدة مرات بالرئيس ولد عبد العزيز؟

عمدة أوجفت: موقفي شخصيا لن يفهم لأنني لم أستقل من حزب اتحاد قوى التقدم الذي أنتمي إليه؛ ولم أعلن كذلك انضمامي للنظام أو الحزب الحاكم.

وبالنسبة للعامة لا يهمني إن اعتبرت أن هذا الموقف مريبا، أما بالنسبة لي شخصيا فإنني أسعى إلى خلق تيار معتدل يمكنه المشاركة في الحكامة للخروج من هذه الوضعية الخطيرة التى تعيشها البلاد.

وبصورة أوضح فأنا لم أعد مقتنعا بجدوائية الثورة والرحيل الذي كانت تدعو إليه منسقية المعارضة قبل أن تتخلى عن تلك الشعارات.

كما لم أقتنع بعد بأن النظام والحزب الحاكم جاد في التعاطي بإرادة قوية مع معارضة وطنية وذات شأن هام.

ومن جهة ثانية فلم أعد أرضى لنفسي الصدام مع النظام لأنني لا أرى فائدة ترجى من ذلك الصدام.

وما تغير اليوم في موقفي هو عدم استعدادي للقيام بالنشاط الذي كنت أتصدر به الواجهة السياسية؛ وذلك نتيجة للضبابية التى تطبع المشهد السياسي بصفة عامة.

وعندما أقرر القيام بلعب دور لخدمة الشعب الموريتاني من خلال مساندة الرئيس ولد عبد العزيز فسأعلن ذلك في الوقت المناسب.

أما في هذه المرحلة فإن جهدي ينصب الآن على مناشدة النظام والمعارضة تغليب المصلحة العليا للبلاد والجلوس على طاولة الحوار البناء.

ومن ناحية أخرى فإنه لا غرابة أن أتعاطف اليوم مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بوصفه أحد أبرز رموز الدولة وكان يتعرض لمحنة وظروف إنسانية تتطلب من كل الخيرين التعاطف معه؛ كما أني كسلطة منتخبة مطالب بتطابق موقفي في هذا الظرف مع موقف السلطة التنفيذية في البلاد؛ خاصة أن معظم سكان دائرتي الانتخابية يتعاطفون مع رئيس الجمهورية الآن بغض النظر عن مواقفهم السياسية.

ويمكن قراءة موقفي هذا بوضوح من خلال الاستماع لنسخة مسجلة من حوار معي في برنامج “المنتدى السياسي” الذي بثته إذاعة موريتانيد بحر الأسبوع الجاري.

الساحة: دائما ما تكون لكم قضية انسانية أو موقف إنساني تناضلون من أجله، لكن البعض يأخذ عليكم اقتصار تلك المواقف في غالب الأحيان على ولاية آدرار مسقط رأسكم؛ كيف تفسرون ذلك؟

عمدة أوجفت: لا يخفى على أحد أن مواقفي الإنسانية لا تقتصر على منطقة بعينها بقدر ما تشمل الجميع؛ فأنا عبرت بسيارتي الشخصية عدة دول افريقية وأقمت في وكادوكو شهرا كاملا وأنا أتنقل بين محاكمها من أجل تحرير مواطنا موريتانيا يدعى: أحمد ولد صالح وهو ماتم بالفعل…

كما دافعت بقوة عن 7 موريتانيين تم القبض عليهم وحجزهم أربعة أشهر في باخرة مغربية؛ حيث افرج عنهم وأنا من استلمهم من السلطات المغربية بعد أن منحوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، وقمت بتسليمهم فردا فردا لذويهم.

كما ساندت الناشط السياسي الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي ووقفت في وجه مذكرة الاعتقال التى صدرت ضده؛ هذا بالإضافة إلى دعمي لمنظمة ايرا في نضالها الحقوقي المشروع؛ واليوم نؤيد مجموعة “افلان موريتانيا” ونقف معها دائما ضد الظلم الذي مورس عليها.

وكوني أركز عملي السياسي والإنساني في ولاية آدرار فهذا أمر طبيعي يقول المثل الشعبي: “إل اختر أهل ما تنشاف اعليه” فأنا أحد منتخبي تلك الولاية ومن واجبي طرح مشكلاتها والبحث لها عن حلول.

وإذا كان رجال أعمالها وبعض منتخبيها رضوا لأنفسهم بالتخلي عنها فأنا لست مستعدا للتخلي عنها.

وصحيح أنني ركزت على السكان في مقاطعة أوجفت وقمت بالدفاع عنهم خاصة أثناء انتشار حمى الوادي المتصدع في المقاطعة رغم أن البلدية المركزية لم يكن فيها مصاب واحد؛ وإنما المصابين كانوا من بلديات أوجفت الأخرى.

كما دافعت بقوة عن رجال الأعمال المنحدرين من الولاية لأنني أحترم علاقاتي التقليدية بمجموعتي القبلية.

ولا أخفيكم سرا أن دعمي لرجال الأعمال آنذاك كان هو السبب المباشر للخلاف بيني مع الرئيس ولد عبد العزيز.

وأعلن من منبركم المحترم فتح بابي لمساعدة ودعم كل المظلومين وكل أصحاب القضايا العادلة بلا استثناء.

الساحة: هل من كلمة أخيرة:

عمدة أوجفت: أطالب من الموريتانيين بصفة عامة أن يتوحدوا في هذا الوقت الدقيق من تاريخ بلادنا؛ والذي تمر فيها بظروف صعبة؛ كما أدعوا إلى التمسك برئيس البلاد رغم ما يحوم حوله من الشبهات والنواقص لأن البلاد بحاجة اليوم إلى رأس وإلى قيادة تقوم بضبط الأمور.

كما أطالب الرئيس ولد عبد العزيز بالاستقالة من منصبه إذا كان عاجزا بالفعل عن القيام بمهامه وعن تسيير البلاد؛ أما إذا كان قادرا على تأدية مهامه –والمرء فقيه نفسه- فعليه أن يستمر حتى تنتهي مأموريته التى منحه الشعب الموريتاني.

وأدعو منسقية المعارضة الديمقراطية بالتخلي عن مطلبها بالكشف عن التقرير الطبي حول صحة الرئيس؛ وكذا الإلحاح على أن البلاد تعيش فراغا دستوريا بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية.

فالاحترام والثقة المتبادلة ينبغي أن تكون هي العامل المشترك بين الموالاة والمعارضة من أجل مصلحة الوطن والمواطن.

أجر الحوار: عزيز ولد الصوفي

شاهد أيضاً

غزواني يهاتف ديوماي فاي ويشيد بـ”نضج السنغاليين….

أجرى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، اتصالا هاتفيا بأخيه الرئيس …