ليعطي رسائل متعددة الاوجه والأبعاد للساحة المحلية، تطمئن موالاته الداعمة، وربما تربك مناوئيه ممن اعتقدوا ان مرحلة حكمه بدأت في الافول.
اتصالات الرئيس اليوم مع الشيخ محمد الحسن ولد الدوو ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم محمد محمود ولد محمد الامين، لم يختلف مضمونها عن اتصالاته التي سبقتها في اليومين الماضيين مع رئيسي حزب الفضيلة والوئام، ولد الشيخ ابو المعالي وبيجل ولد هميد : “الرئيس يطمأن محدثه على صحته…ويبلغ تحياته لموالاته او المعارضة المحاورة له… وقرب عودته إلى أرض الوطن.”
قد لاترىمنسقية المعارضة في مثل هذه الاتصالات الهاتفية أي جديد في كشف الغموض الذي مازال يكتنف حالة الرئيس الصحية، خصوصا انها ربما من التعقيد مالم تسمح له بالظهور في صورة حية تبدد الحاصل من شكوك وغموض في قدرة الرجل علي حكم البلد من جديد، كما ترىالمعارضة التي تؤكد عجزه وتعتقد بصواب طرحها المنادي بملئ الفراغ الحاصل في أعلى منصب في الجمهورية.
لكن خرجات الرئيس الهاتفية هذه قد تخترق الصمت المخيم منذ اسابيع وتهدئ الوضع شيئا فشيئا، حتى يستطيع الظهور التلفزيوني بكامل صورته، او يفاجئ الموريتانيين بالعودة الي القصر الرمادي دون مقدمات، كما تفاجئوا بإصابته وتغييب المرض له في مستشفيات باريس العسكرية منذ ان توارى عن الانظار في رحلته العلاجية دون صوت او صورة ذات مصداقية باستثناء الصورة التي جمعته بوزير الدفاع الفرنسي بعد أيامه الاولي من العلاج.
لم يشر أي من المتحدثين مع الرئيس والذين تزداد لائحتهم يوما بعد يوم ، عن موعد محدد لعودته مثلهم مثل نشطاء الاتحاد من اجل الجمهورية وأقرباء الرئيس الذين لم يعودوا يستطيعون الحديث عن موعد محدد لذلك، بعد موجة الشائعات التي قيل انهم اطلقوها قبل اسابيع تحدد ايام معينة لوصول رئيس الفقراء لعشرات الآلاف من هؤلاء وهم يستقبلونه في مطار نواكشوط، وقد انقضت تلك المواعيد كلها تباعا دون ان يجد جديد في عودة ولد عبد العزيز ولا في ملفه الطبي الغامض لحد الان، غموض الحادثة التي تعرض لها، بعد ان اصبح جزء كبير من الشارع الموريتاني يشكك فعلا في رواية ضابط “اطويله” وتلك قصة اخري
من الجانب الرسمي الموريتاني مازال رجالات ولد عبد العزيز في الحكومة يلوذون بصمتهم الملفت حول موضوع رئيسهم الذي ملئ الدنيا وشغل الناس منذ لحظة اصابته مرورا بحالته الصحية في فرنسا وانتهاء بموعد عودته المنتظرة لدىمؤيديه او التي ستطول ولأربعة اشهر كما في رواية المعارضة.
الجديد فقط لدىالجانب الحكومي ان الاعلام الرسمي عاد منذ مساء يوم امس ليتحدث عن الاتصالات الهاتفية للرئيس بعد ان تجاهلها لفترة ما، كما هو حاله مع الصورة التي اضطر بعض المقربين منه لتسريبها لبعض المواقع الموريتانية المستقلة حيث اثارت جدلا هي الاخري في مدىمصداقيتها.
الخلاصة في موضوع اتصالات الرئيس الهاتفية، التي تتابعت منذ يومين بعد انقطاعها لفترة – إثر حديث مسعود للصحافة انه تأكد بأن الرئيس حي يرزق بعد ما كلمه هاتفيا – هو انها اصبحت الآن مادة دسمة للتندر في مواقع التواصل الاجتماعي، فالصحفي حبيب الله ولد احمد يكتب يوم امس علي صفحته علي الفيسبوك انه ذاهب لشحن هاتفه جيدا حتىلا يتفاجأ باتصال من ولد عبد العزيز، وصحفي آخر يعلن علي صفحته ايضا انه “تلقي اتصالا هاتفيا ظهر اليوم من رئيس الجمهورية طمئنه فيه علي صحته وابلغه تحياته لباقي الصحفيين.