
حوار / محمد ولد زين ـــ أكجوجت
اعتبر جالو عمر آمادو؛ والي ولاية انشيري شمال موريتانيا؛ أن إضراب عمال شركة MCM في اكجوجت “كان بالإمكان أن لا يقع لأنه فاقد للإطار القانوني والشرعي”.
وقال الوالي؛ في مقابلة مع صحراء ميديا؛ هي الأولى له مع مؤسسة إعلامية مستقلة في موريتانيا منذ اندلاع هذه الأحداث؛ إن الجهات المختصة بما فيها مفتشية الشغل عبرت سلفا من خلال بيان نشر في صفوف العمال وبعض وسائل الإعلام أنه ما دامت هناك “مفاوضات وساطة جارية على مستوى وزارة الشغل بين ممثلين عن الشركة ومناديب العمال فلا مجال لأي نوع من أنواع الإضراب”.
وأشار جالو عمر؛ إلى أنه أثناء اندلاع هذا الإضراب، حرصت السلطات الجهوية على “مخاطبة العمال وحاورناهم في موقع الاعتصام بحريم الشركة”؛ مضيفا أن هدف هذا الاعتصام هو “منع عمال الشركة الراغبين في العمل من الولوج إلى الشركة، وهذا هو المغزى الحقيقي لهذا الاعتصام”؛ وفق تعبيره.
ونفى والي انيشيري؛ أن يكون قد هدد العمال باستخدام القوة قائلا: “أنا لم أهددهم وحاورتهم واستمعت إلى وجهات نظرهم بشكل جدي”.
وتأسف جالو عمر آمادو؛ لمقتل الشاب ولد المشظوفي، مؤكدا أن “الحادث مؤسف ولم يكن موقعا”؛ مشددا على أن الدولة والحكومة “تعاملت معه بكل ما تقتضيه المسؤولية وفتحت المجال للقضاء كي يقوم بعمله بكل شفافية ونزاهة”؛ حسب قوله.
وتحدث الوالي عن مطالب العمال والمفاوضات الجارية؛ والحالة الأمنية في الولاية، وتوقعاته لعودة نشاط شركة MCM.. كل ذالك في سياق المقابلة التالية:
صحراء ميديا: هل لكم أن تطلعونا على حقيقة ما جرى في اليومين الماضيين والأسباب التي فجرت الأوضاع في مدينة اكجوجت؟
جالو عمر آمادو: الأحداث الجارية في ولاية انيشيري منذ يومين وتحديدا في مدينة اكجوجت سببها إضراب نفذه عمال شركة MCM؛ وهنا أؤكد لكم أنني احتسب أن هذا الإضراب كان بالإمكان أن لا يقع لأنه فاقد للإطار القانوني والشرعي؛ فالجهات المختصة بما فيها مفتشية الشغل عبرت سلفا من خلال بيان نشر في صفوف العمال وبعض وسائل الإعلام أنه ما دامت هناك مفاوضات وساطة جارية على مستوى وزارة الشغل بين ممثلين عن الشركة ومناديب العمال لا مجال لأي نوع من أنواع الإضراب؛ لان قانون الشغل يحظر القيام به ما دامت الوساطة جارية.
وحتى إذا توصلت الأطراف لنتائج ايجابية أو غير ايجابية يبقى للعمال أن يقيموا الوضع ومن ثم يتصرفوا..وعموما كل إضراب يجب أن يخضع للمساطر القانونية المعمول بها، وهو ما لم يتم في نفس الوقت الذي لم تتوصل فيه الأطراف لصلح على مستوى المفتشية الجهوية للشغل على مستوى الولاية، و تم تحرير محضر بعدم التوصل للصلح وأحيل الملف إلى وزارة العمل طبقا للقانون؛ كي تقوم الوزارة بوساطة؛ وفعلا استدعت الوزارة جميع الأطراف إليها وعقدت سلسلة من الاجتماعات والتي مازالت متواصلة.. والنقاط المدرجة على جدول الأعمال معروفة.
وهنا أذكر أن مناديب العمال سبق وأن ابرموا اتفاقا مع الشركة حول بعض النقاط في شهر دجمبر 2011، وتم ذالك تحت رعاية الإدارة والجهات المعنية وتلا ذالك بعض الإضرابات التي لم تكن أيضا شرعية؛ لأنها تمت دون إذن مسبق ودون إشعار السلطات بها؛ واليوم يقول العمال إن بعض نقاط ذاك الاتفاق لم تطبق حتى الآن؛ وبالتالي هذه المحاضر سيتم فحصها و نقاش النقاط المذكورة بين كافة الأطراف.
وأشير كذالك إلى أنه أثناء اندلاع هذا الإضراب، حرصت السلطات الجهوية على مخاطبة العمال وحاورناهم في موقع الاعتصام بحريم الشركة.. وهدف هذا الاعتصام هو منع عمالها الراغبين في العمل من الولوج إلى الشركة، وهذا هو المغزى الحقيقي لهذا الاعتصام، فضلا عن إقامة الحواجز على الطرق كل ذلك بهدف عرقلة العمال الرافضين للإضراب والراغبين في مواصلة العمل، وهنا أريد أن أؤكد لكم أنه بقدر حرصنا على أن تصان حرية الإضراب فإن حرية مزاولة العمل مصانة كذالك؛ ولا ينبغي أن يتجمهر المضربون لمنع زملائهم من ممارسة عملهم.. بل يجب أن يتوجهوا إلى مقر نقاباتهم لتقييم الوضع واتخاذ ما يلزم؛ لكن احتلال الأماكن العمومية خاصة حريم الشركة واستفزاز عمالها عمل غير مبرر، وقد بينا لهم ذالك في خطاب صريح وتواجدت معهم في عين المكان وشرحت لهم الأسباب المترتبة على ذالك وطالبتهم بالتمسك بالشرعية والقوانين وأن يتركوا المجال لمتابعة المفوضات الجارية حاليا حي تحقق النتائج المرجوة منها.
صحراء ميديا: لكن العمال اتهموك شخصيا بأنك هددتهم باستخدام القوة إذا لم يعلقوا إضرابهم وينسحبوا في محيط الشركة، ما ردكم؟
جالو عمر آمادو: أنا لم أهدد أحدا؛ جئتهم في عين المكان وأخبرتهم أن الاعتصام غير شرعي وغير مبرر؛ لان المفاوضات جارية وطلبت منهم أن يرجعوا إلى أسرهم ومنازلهم وذهبوا راضين.. بعد ذالك اتصلت بهم مجموعة من السياسيين والنقابيين لديهم أهدافهم وحاورهم وأذكوا فيهم فتيل العنف.. وطلبوا منهم مواصلة اعتصامهم؛ وبدلا من الاستماع لرأي السلطات المحلية ونصائحها انتهجوا وتيرة العنف وقالوا إنهم لن يبرحوا الميدان.. أنا لم أهددهم وحاورتهم واستمعت إلى وجهات نظرهم بشكل جدي.
صحراء ميديا: ما هو موقفكم من حادثة مقتل ولد المشظوفي؟ وما تعليقكم كجهة رسمية على الموضوع؟
جالو عمر آمادو: أنا تأسفت لمقتل هذا الشاب الفقيد، وفي نفس الوقت قدمنا تعازينا لأسرته، ولا اعتقد أن أحدا كان يتوقع آو يريد أن يسقط أي عامل في هذه الأحداث؛ خاصة وأن المفاوضات جارية لإيجاد حلول تحقق مطالب العمال وإرشادهم كل ذالك تفاديا لوقوع مثل هذا الحادث؛ لكن العمال مصرون على البقاء في نهجهم؛ والدولة من حقها أن تصون الأمن العمومي وحرية الأفراد وممتلكات الناس وتحافظ عليها.
والحكومة أوفدت وفدا رفيع المستوى قدم التعازي لأسرة الفقيد؛ لأن هذا الحادث مؤسف ولم يكن موقعا؛ وبالتالي تعاملت الدولة والحكومة معه بكل ما تقتضيه المسؤولية وفتحت المجال للقضاء كي يقوم بعمله بكل شفافية ونزاهة.. وذووا الفقيد عبروا عن رغبتهم في نقل جثمانه إلى نواكشوط لإجراء الفحوصات ومعاينة الجثة وتم لهم ما أرادوا في احترام تام للمساطر القضائية المتبعة في هذا المجال.
صحراء ميديا: الوفد الوزاري الذي تحدثت عنه عقد اجتماعا مع مناديب العمال؛ ماذا عن نتائج هذا الاجتماع وهل استطعتم إقناع العمال بتعليق الإضراب ومواصلة المفاوضات؟
جالو عمر آمادو: اللقاء بين العمال والوزراء كان يصب في اتجاه تهدئة الأوضاع؛ وقد عبر العمال خلاله عن وجهات نظرهم ومطالبهم أمام أعضاء الحكومة وشرحوا كافة المسارات التي خاضوها؛ بعضها مقنع والبعض الآخر دون ذالك؛ لكن مهمة الوفد كانت الاستماع إلى العمال ومناديبهم وهو ما تم فعلا؛ والعمال لم يلتزموا بتعليق إضرابهم حاليا لأنه لم يكن المطلب في الوقت الراهن.. كان المغزى الحقيقي أن الحكومة جاءت لتقديم التعازي لأسرة الفقيد وللأسرة العمالية كذالك في مصابها ومصابنا جميعا وهذا هو هدف الاجتماع؛ ولم يناقش رفع الإضراب من عدمه .
وهنا أجدد مطالبتي للعمال باحترام القوانين والنظم باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي ستمكنهم من الحصول على حقوقهم وستحمي مصالحهم؛ وأن يغلبوا لغة الحوار على أسلوب العنف الذي لن يزيد قضيتهم إلا تعقيدا.
صحراء ميديا: متى تتوقعون أن تعود الأمور إلى طبيعتها في هذا الشركة؟ وماذا عن الحالة الأمنية حاليا في الولاية؟
جالو عمر آمادو: الأمن مستتب والأمور تحت السيطرة؛ والعمال يواصلون التظاهر ويعبرون عن آرائهم رغم أن أنشطتهم غير مرخصة، ولكن نحن ننظر إليها كردود أفعال وما لم تهدد الأمن سنبقى نراقبها، ونعتبر أن الأمن مستتب والتهدئة سارية وان هذا الجو سيتقدم بحول لله، وان الأمور ستعود إلى مسارها الطبيعي وأنت ترى الناس في الشوارع آمنة ولديها حرية التنقل ولم يهدد أمن المواطنين وكذالك الأماكن العمومية.وبخصوص
الشركة؛ فإن عمالها الأجانب انسحبوا إلى نواكشوط في انتظار استئناف العمل، والشركة تشارك بجدية في المفاوضات الجارية وستلبي بعض المطالب الممكنة كما عبرت عن ذالك.. وإذا توصلت الأطراف إلى اتفاق فإن ذالك سيعجل باستئناف العمل، وهذا يصب في مصلحة الجميع من شركة وعمال، وهؤلاء عليهم أن يدركوا ان إغلاق الشركة ليس في مصلحتهم وليس من مصلحة السكان ولا الدولة ولا للشركة نفسها؛ وهذا هو مربط الفرس لأن