أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / و حتى إشعار آخر، وداعـــــــــــــــــــــــا للتعليم

و حتى إشعار آخر، وداعـــــــــــــــــــــــا للتعليم

في كل مرة أكتب عن التعليم طيلة أكثر من سنة تحضرني مقوaltلة لبعض الزملاء بأن الوزير يتنصل من مهنيته ، و ذلك أن تصرفاته و سلوكه لم توح يوما بأنه يولي أي اهتمام أو عناية بمجال التعليم سوى ما ينبس به قولا و يفنده واقعا بأنه يجل الأساتذة و يحترمهم.
أي علامة لاحترام التعليم و الوزير يستفز الأساتذة و يحكم عليهم بقطع أرزاقهم بمجرد مشاركة الواحد منهم في إضراب قانوني ، استفاد منه غيرهم في بعض القطاعات و لم يعاملوا بمثل ما كان مع الأساتذة.
و هل يملك من يؤول القانون باتجاه العقوبة فيعاقب الأستاذ بشبهة و بدون شبهة . هل يملك أدنى ذرة من احترام لأساتذة كانوا وراء تربيته و تكوينه.
كيف يريد أن يسلك الإصلاح و يوهمنا أنه مصر على ذلك و هو يحرم الأساتذة من حقهم في الترقية و يلقي بهم بمجرد أنهم قاموا بالإضراب الشرعي مدة أسبوعين في سابقة من التملق و الحرص على المنصب ومزاياه و إبعادا لمستقبل الأجيال عن هموم السلطة و أولوياتها ، و كان حريا به أن يشكرهم لأن إضرابهم لم يكن إضرابا مفتوحا مع قيام دواعيه و موجباته بل قدموا مصلحة التلاميذ و أوليائهم بعد أن رمت الوزارة بآمالهم و بمستقبلهم بعيدا.
و الذي يَحْرم التلاميذ و أجيال المستقبل من أساتذتهم الأكفاء ذوي الخبرة الطويلة و يلقي بهم بعيدا في حالة هستيرية من التصفيق و خوفا من أن يتكرر عدوى الإضرابات في باقي القطاعات و تبقي الوزارات و متنفذوها و حاشية ذا و ذاك و أولئك يبقوا في الوزارات أطول فترة ممكنة ( أمنين نشرب احن يعمل الحاس يدكدك) فليمت الشعب جهلا إن لم يمت جوعا قبل ذلك.
إنه و الله لا يمكن أن نصدق تظاهر احترام وزير الدولة للأستاذ و هو الذي يصرح علنا بعدم احترامهم و يتهكم و يسخر من بعضهم كما فعل في مدينة وادان و غيرها.
أمَا أنه يطلب منا الاحترام و التقدير و هو الذي لم يضع أي لبنة حقيقية لإصلاح التعليم بل و يعجز لأكثر من ثلاث سنوات عن القيام بتشاور ما لإصلاحه فبعد مثل هذا الإخفاق إنما يقطع شعرة معاوية مع الأساتذة و المربين. و نقول في هذا الصدد للوزير إياك أن تنخدع بجمهور المناصب الرفيعة فهم اليوم يد و غدا يد و رجل.
أم نحترم الوزير و نُجلّه لأنه تأخر في منح شهادتي وفاة إحداهما لمهنيته و إن كان لمع نجمه في عالم ما وراء المهنية. و شهادة الوفاة الثانية هي للعملية التربوية في ظل نظام القطيعة مع الماضي و التي حولها الوزير إلى نظام القطيعة مع المهنية والركون إلى المزاجية و الارتجالية.
و أخيرا نقول بأنه إذا استمر وضع التعليم على ما هو عليه الآن فلن يسلم أحد من تداعيات سقوطه و سندفع و تدفع أجيال الغد الثمن باهظا جدا و على الجميع أن يهب لإنقاذ ما تبقى من عمليتنا التربوية فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن لأحد أن ينأي بنفسه عن علاجها لأن الكل سيتضرر عاجلا أم آجلا و كما قيل فإن تصدير الجاهل (تخريجه) لا يقتل العالِمَ فحسب بل الناس جميعا.

شاهد أيضاً

أسرة أهل عبداوه تشكر المعزين في الوالد سيدي محمد عبداوه

قدمت أسرتا أهل عبداوه وأهل جدو الشكر لكل المعزين في الوالد الراحل سيدي محمد ولد …