منذ انتخاب الرئيس الفرنسى في الــ6 مايو- تحمل معنى قوة العلاقات بين البلدين وطرق ووسائل تعزيزها، وتوافق الرؤى حول ما يجرى في شبه المنطقة.
وخاصة أن فرنسا أكثر من كونها مستعمرا سابقا وشريكا أساسيا في التنمية تدعم موريتانيا في محاربة القاعدة التى توجد لها قواعد في شمال مالى وقد تحققت لها السيطرة على جزء من مالى منذ إبريل الماضى مع حركات مسلحة أخرى.
وموريتانيا منذ عام 2010 تقوم بغارات في شمال مالى على قواعد القاعدة هناك باتفاق مع الحكومة المالية وذلك للوقاية من عمليات محتملة على الأراضى الموريتانية، ومن أجل إبعاد مقاتلى القاعدة عن حدودها.
وقد تحدث فرانسوا هولاند خلال المناظرة بينه وبين ساركوزي عن دعم موريتانيا في حربها ضد القاعدة والجريمة المنظمة. وبذلك يؤكد هولاند على استمرار الدعم الذى كان موجودا والذى لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توريد معدات عسكرية مهمة أو حتى الدعم من خلال قطاعات عسكرية فرنسية.
لكنه لازالت هناك أشياء غير معلنة في التقارب بين فرنسا وموريتانيا في شأن محاربة الإرهاب العابر للساحل. نذكر خصوصا أن هذا الاصطفاف الفرنسى الموريتاني قوض إلى حدما ما تحقق على يد الجزائر حتى الآن ودول أخرى في المنطقة في القضاء على الإرهاب.
وسبق أن عبرت الجزائر عن غضبها من التوجه الأحادى لبعض القوى فى المنطقة. وكمثال على ذلك الاتفاق الموريتانى المالى على التدخل العسكرى ضد القاعدة فى الأراضى المالية. وذلك من خلال وحدات عسكرية خاصة تلقت التدريب على يد الجيش الفرنسى. فمن المؤكد أن النشاط الموريتانى المناهض للإرهاب لا يمكن أن تكتب له الحياة بدون الدعم الفرنسى.
الرئيس الفرنسى المنتخب حديثا فرانسوا هولاند يريد أن يحافظ على عين ساهرة على المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا. هذه الإرادة التى كانت موجودة بالفعل تجلت أكثر خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. بالنسبة للرئيس الجديد من الضروري مساعدة دول الساحل على محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة.
فهل هذا يعنى أن الرئيس هولاند متعلق بإعادة بناء خط باماكو-انواكشوط-الرباط وذلك من أجل تطويق محاولة الجزائر بتنسيق مخطط إقليمى لمحاربة الإرهاب؟ ومع ذلك فإن هذا ليس مؤكدا.
ترجمة مركز الصحراء