ونعتقد أن نظرة متأملة في ما بعد الثورات العربية توضح بجلاء أنه لا ضرورة لضرب الاستقرار، والعزف على وتر القوة المفرطة، التي دمرت بلداننا العربية، ومات فيها الآلاف وربما الملايين في حروب أهلية لم تبق أخضرا، ولم تذر يابسا، وفي النهاية قلبت الطاولة على الجميع فابتعدوا عن التنمية بخطوات انضافت إلى ما تركه الفساد من أعباء بحاجة لحلول سريعة وآنية.
فيا أبناء موريتانيا الشرفاء حذار ثم حذار من التشجيع على الفوضى، أو ما يسمونه بالفوضى الخلاقة، فلا تخلق الفوضى إلا الفوضى والدمار، والقتلى، كما أن المقاربات الأمنية فاشلة هي أيضا كحلول لقضايا الوطن، وساكنته، فالهراوات، والعصي، والقنابل المسيلة للدموع فشلت في كل أصقاع المعمورة في احتواء الأزمات، وما علينا كمعارضة وموالاة إلا أن نجد سبلا بديلة للتعامل مع الأحداث، ومع متطلبات العيش المشترك بما يضمن رفاه المواطن، ويبعده عن أن يكون جسرا يعبر على جثمانه الآخرون، ويسقط هو في الهوة السحيقة للأفكار العدمية الهدامة.
علينا بالوسطية وهي حسب ويكيبديا ” الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف ، وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات ، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال بل هي منهج فكري، وموقف أخلاقي وسلوكي ، كما ذكر القرآن :” وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين “.[
والعدالة هي الغرض الحقيقي من الوسطية باستشهاد الكثير من الأئمة، فلب نظرية العدل يقوم على«الحرية والمساواة”، وأي ابتعاد عن العدل والوسطية، وأي انجراف أعمى لا يعي دقة الوضع، وحرج المرحلة سيؤديان إلى ما لا تحمد عقباه.
Elhadara1@yahoo.fr