أخبار عاجلة
الرئيسية / مقابلات / الشاعر: دداه ولد الهادي … حول اتحاد الأدباء والكتاب … والإبداع.

الشاعر: دداه ولد الهادي … حول اتحاد الأدباء والكتاب … والإبداع.

الشاعر: دداه ولد الهادي واحد من أكثر الشعراء الموريتانيين حضورا، وتميزا، وأهمية لدى الجمهور الشعري، كما يعد من أغزرهم انتاجا، وأعذبهم شعرا، وقد كانت حياة هذا الشاعر متصلة بشدة بالإبداع، والثقافة، فهو كاتب مقالات، وأعمدة في الصحف الاليكترونية، والورقية، وهو باحث قانوني، ومختص في ميادين تأطير الشباب، والرياضة، ونشر ثقافة الترفيه.

ويمتلك هذا الشاعر الدكتور مؤهلات عالية لينطلق في فضاءات الثقافة، وحرية الابداع، وليكون دائما هو ذلك الطود الشامخ، ذا الهمة العالية، فهو عارف بالطرق الصوفية، والفلسفة والفكر، وقبل هذا صاحب دراسة واسعة للدين والعلم، و قارئ ممتاز للقصص، والروايات، وعجائب وغرائب الثقافة والفنون.

ولن ننسى أن ضيفنا هذا صاحب ديوان من مائة قصيدة، ينتظر الطبع، تتنوع قصائده، ويجمع بينها الحس المرهف، والجمالية المطلقة، المتأملة في المجتمع، والإنسان، والكون، وهنا يكمن سر استضافتنا له، بعد ما رأينا حضوره الأخير اللافت في مهرجان المدن القديمة بمدينة “وادان”، وما سبقه من عطاء ثر أنار به سماء “مدينة أوجفت”.

بعد هذه الديباجة حبذا لو حدثنا ضيفنا عن جديد الشعر، وتكتلاته، في أجواء استقبل فيها الرئيس الشعراء، وانتخب مكتب تنفيذي جديد لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وضيفنا هو أحد أعضائه، ونتوقع منه تصريحا بمستوى اللحظة، واقعيا، ويستشرف آفاق الاتحاد، والعمل الأدبي الجماعي، …، ونبدأ على بركة الله اللقاء:

وكالة الحضارة للأنباء: الدكتور: الشاعر دداه ولد الهادي، أو دداه محمد الأمين الهادي كما نعرفك من خلال كتاباتك نود أن تطلعونا على وجهة نظركم الشخصية، حول العديد من القضايا، المتعلقة بالشعر، ولنبدأ باتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين؟…

الدكتور: الشاعر دداه: باختصار الاتحاد أسسته نخبة من الرواد، وكان يرأسها الشاعر، والإعلامي: كابر هاشم، وقد افلح الاتحاد بقيادة الأخير في تجاوز العقبات المادية، والقبلية، والصراعية المتعلقة بالأجيال، وظل الإتحاد نائيا عن السياسة، وأخيرا كما رأيتم تسلم الوزير “ابن المعلى” رئاسة الإتحاد، ونأمل جميعا بعد تهنئة الرئيس الجديد أن يضيف بجهوده إلى مسيرة الاتحاد الكثير، مما هو بحاجة له، كمضاعفة النشر، والحفاظ على الاتحاد، والدفاع عنه في وجه المآرب الضيقة لبعض أعضائه.

و.ح.ل: ماذا يعني لك انتخاب رئيس جديد للاتحاد؟…

د.ش.دداه: لقد انتخب الرئيس الجديد بعد انسحاب مناوئيه، وبعد أن صوتوا، وهذا يمكن أن أفهمه، ولكن ما لا أفهمه هو انتخاب الأمناء، أو أمانات الاتحاد في ظل غياب عدد كبير من المؤتمرين، وحضور مجموع أقل من الثلثين، وفي نظري كان هناك تعطش لتحمل الأمانة، وآمل أن لا ينعكس سلبا على روح الاتحاد، ومساره الاشعاعي الثقافي.

و.ح.ل: ماذا تنتظرون من المكتب التنفيذي الجديد؟…

د.ش.دداه: النظام الجديد للاتحاد مهدد أكثر من ذي قبل، حيث توجد “كتلة شبابية” لها مآربها كمجموعة، ولها أهدافها الخاصة، وسيتطور الاتحاد وفقا لنوعية العمل الجماعي، الذي نريده نحن متوازنا، ولا ندري كيف؟…

فإذا غلبت مراعاة مصالح الكتل فسيختل العمل، ستظهر “اللوبيات”، وهنا سينجلي الغبار عن “اتحاد الإتحاد” أي وجود مجموعات تعمل لمصلحتها، وتجعل الإتحاد وهميا بالنسبة للجماعة، وقد يظهر –لا قدر الله- الكثير من الاتحادات، وينقسم “الإتحاد” إلى مجموعات صغيرة، من يستلهم منها ما صلح من تجربة الرواد سينجح، ومن يجنح للمتاجرة بقضية الأدب سيكون كأحزاب “الكرطابل”.

و.ح.ل: هل يوجد في موريتانيا إبداع شعري، وشعراء مبدعون، أم يعيد الشعراء الموريتانيون تجربة الآخرين؟…

د.ش.دداه: هناك تفاوت، ففي الأدب الحساني أظن أنه يوجد ابداع، ولن أفسر ما لا يفسر، ولذا هناك قبول متزايد ومستمر لمثل هذا الأدب.

بل إن بعض شعرائه متميزون جدا، وناجحون، وهو ما أظهرت مسابقة “البداع”، وهو الاسم الذي الصقه البعض برئيس الإتحاد المنتخب مؤخرا “ابن المعلى”.

وتلقى تجارب أدبية حسانية الكثير من الإعجاب لنضجها، وجمالها، وهنا ذاع صيت: أدوه ولد بنيوك، وولد “بودرباله”، وبدر ولد موسى … وغيرهم.

وفي مجال الشعر العربي الفصيح هناك أزمة تقليد، وإعادة تجربة الآخر، والسير في مساراته، فالكثير من الشعر العربي عندنا في موريتانيا هو شرنقة اللغة والإنشاء، ولا يمت للشعر بصلة، وهكذا توغل تجارب “متشاعرة” كثيرة في افتقاد الشاعرية والحداثة، وغياب المعنى والمبنى.

و.ح.ل: اذكر لنا تجارب شعرية فصيحة استهوتك شخصيا، وأقنعتك، وأنت عصي الإقناع أصلا –كما نعرفك-؟…

د.ش.دداه: الكثير من الشعر الموريتاني الفصيح مسكون بالنظم، والرتابة، والتراكمات المستعادة، والحومان في فضاء الفراغ، والفقر المضني في المعنى، ولكن هذا لا يمنع من وجود حالات إبداع فردية، تتجاوز مأساة الشعر العربي المعاصر، وتذكرنا بالنخبة الخالدة: “نزار قباني، و الجواهري، ونازك الملائكة، ودرويش، و فدوى طوقان، …. و غيرهم”.

فعندنا مثلا: محمد ولد الطالب، فشعره مليء بالرؤى العميقة، وعندنا شاعر شاب هو : محمد ولد المختار الكنتي فهو شاعر “المابين”، بمعنى أنه يجمع شعره بين الفحولة، والنفاذ إلى جوهر الأشياء، وقد قدم نصا جميلا في إحدى الأمسيات، انتهى كله في رحلة البحث عن الأنف العربي.

ومادمنا ذكرنا الفحولة الشعرية فأعتقد أن المحافظة على جمالية النسق القوي، وإبداعه أمر يستحق التنويه، وهنا نجد حالات فريدة شبابية يمثلها كل من: “أبو شجة” من جهة، و”أحمد ولد بولمساك” من جهة أخرى، ولا ننسى المنحى القوي، والجميل لقصائد “محمد ولد أمحيمد”.

أما التجارب التائهة وراء الكلمات المنمقة فهي كثيرة، وبحاجة ماسة للصدقات، ومهما ترنحت تحت العواصف، وطبل لها أصحابها فستموت في حياتهم، ولا فكاك لها من التلاشي والضياع، إنهما مصيرها المحتوم.

وبرغم محاولات توظيف الأسطورة، والرمز، فالغالب هو الهلامية القبيحة، فالأزمة أزمة ثقافة عالمية كونية، ووطنية محلية، فشعراؤنا لم يستفيدوا من واقعنا الثقافي، ولذا غرقوا في التغرب الزائف عنه، و”البصل مهما كثرت قشوره لن يكون رمانا”، وسجلوا هذا المثل بملكيتي… هه..هه..هه…  .

و.ح.ل: هل عندنا برامج شعرية حقيقية؟…

د.ش.دداه: مازلتم يساوركم الشك، أما أنا فعلى يقين أننا بلا برامج شعرية، والفاشل من الناجح سؤال آخر لا يعن لي شيئا، وأشباه البرامج التي تقدم على اختلافها هي سفسطات، وطرطقات خائفة من أن تكتشف شيئا، ولذا تتخندق ضمن زاوية ضيقة، فتقدم الشاعر الواحد مرات في أرض المليون شاعر، وهل يعقل هذا؟….

هناك إقصاء متعمد للنخبة، والمطالب الجماهيرية، ولذا تقل شعبية الشعر، وتنعدم مصداقيته، ويكون نمط التكرار الممل حاكما مدى الحياة، ومهما طالت مدة البرامج الإقصائية فستبقى مرفوضة، وفي النهاية يكتشف متابعوها الوجه المعاد، ويزدادون حنقا على إعلامنا الإقصائي.

وأطمئن أصحاب الإبداع أن إبداعهم لن يضيع، ولو كثرت الحواجز، وتطاول ليل المتاريس، وكثرت ذئاب الثقافة، فكما يقول القدماء “المخيط –المخرز- ما ينصر”، وأيضا التجربة الناجحة عصية على أن تقـــبر.

و.ح.ل: علق لنا على مهرجان الإتحاد القادم؟…

هو أمل، ومحك حقيقي لطريقة العمل الجماعي، ولوجوده من عدمه، وشخصيا أظن أن الأمانات الحالية، والإتحاد ككل يحتويان شخصيات مهمة، بعضها أعتقد حتى الساعة أنه ضمانات للعمل الشفاف، فمثلا ثمة : محمد الأمين ولد أحظانة، و الناقد “الجيلاني”، والشيخ ولد سيد عبد الله، فالشيخ هذا من منطلق تجربتي في الكتابة على المواقع عرفته محررا لوكالة “صحراء ميديا”، وكنا أنا ومجموعة كتاب معي نرسل مقالاتنا على إيميلات الوكالة، التابعة له آنذاك، وقد حظينا بفرصة للنشر، طبعا نشر شيء، وبقي شيء، فعندا ما يصلح للنشر، وما لا يصلح له، وبعد أن أقيل الأخير، أو استقال من صحراء ميديا صرنا نرسل، ولا حياة لمن تنادي، فعرفنا أن الشفافية، وانتقاء الصالح ذهبا مع الشيخ!.

وكان لنا كريم العلم أن من بين من بقي في الوكالة المذكورة شباب، ومعارف، ومتحمسون لحقوق الإنسان، ولكن ذلك كما تلمسناه واضحا كان مجرد شعارات.

ونأمل أن تتحقق شعارات الشفافية، التي وعد بها الرئيس الجديد للاتحاد، ومكتبه التنفيذي، خصوصا أنهم التقوا أحد كبار رعاة الشفافية ألا وهو الرئيس؟….

و.ح.ل: قدم لنا نصين جميلين من النصوص التي عودتنا عليها في شاعر الرسول، وفي “ودان”، وفي دار الشباب القديمة، وفي المغرب، و “بيت الساهرين”، ومنشورات الجامعة، والصحف على اختلافها؟….

د.ش.دداه: شكرا لكم على الزيارة أولا، وثانيا على أسئلتكم التي كانت موضوعية، ووجهت مختلف محاور هذا اللقاء، وأتمنى لموقعكم مزيدا من الألق، والتألق، والانتشار، وثالثا لا بد أن أجيبكم إلى ما طلبتم، ومن ذا يستطيع أن يرد طلب للحسناء “وكالة الحضارة للأنباء، وهاكم :

عنوان المقطوعة “خيلي بمرأى الشمس واقفة”:

وليـــــس يكســرني حظــــــي إذا انكســـرا

يـــعــيش سبعيــــــن عامــــا وهو ما قطرا

لــي أو لأشـهـد حـلـمــي  طـالعـا قـــــــمرا

إن ذللــــوك يقــــــولون الــــــفتي ظــــفرا

فــكــيــف عــيشــك للمــخـلوق مـــــنكسرا

تبقــــى..، وبالــــذل مـــهمــا كان لا بشرا

أو كنــــت فـــي معشــر في فضله اشتهرا

ارفع جبينـــك .. كــن في النور لست ترى

والــــرازق الله رب العـــرش مـــا افتقـرا؟

فك المحــــــــال وكـــــــان الله مقتـــــــدرا

خـــيلي تمــــوت بمــرأى الشمس واقفــة

وحيـــن  يطلـــــب دمعــــي  أن يفارقني

ما عــشت  إلا لأحـــــيا  مجــــد  مكرمة

لــم يغــرني مــن يـــرون العــز منقـصة

والله  ألــهمــك   التـــقوى   لتـــــــــــعبده

كـــن عـــابدا بشــرا تبقـــى، وكن حجرا

طــأطئ إذ اكــنت فــي الآفـــاق منفــردا

وفـــي جموع  بــدار الكــبر منـــزلـــــها

مــــاذا هــــوانــك  للمخــلوق  في  طمع

حـــاشــاه  فــارفع  إليــــه  الكف  تطلبه

 

والمقطوعة الثانية بعنوان: “إلى حبيبة عائدة”:

ماذا انبعاثك بعد قتل مشـــــــــاعري

وأنا الذي منحتك نفسي نفســـــــــها

بإرادتي وبدونها قد كنــــــــــــت لي

ما خلت ذاك الحب يكفرنــــــــــي إذا

اليوم تفتكرين حبي صدفــــــــــــــــة

قد كنت أعلم أن قلبك ســـــــوف لن

ما كان قصدك بالفراق مؤكـــــــــــدا

إني لدي كرامة وصلت إلـــــــــــــــــ

بعد ارتطامـــــــــي بالخــداع الظاهر

ونحت وجهك في صميم مشـــاعري

دفئا غراميا بوجـــــــــــــــــــه سافر

ما زادني تبا له مــــــــــــــــــن كافر

وتعود ذكراي التي فـــــــــــي الغابر

ينسى وأدرك أن عقــــــــــلك ذاكري

لكن مكابرة فهيــــــــــــــــــــا كابري

ي من العشيرة كـــــــــابرا عن كابر

 

أجرى المقابلة الصحفي : الخليفة ولد حداد.

 

 

 

شاهد أيضاً

عبد الباري عطوان يكشف تهديدات القتل والمؤامرات التي حيكت ضده

الشخصية الجدّلية لعبد الباري عطوان. الصحافي المشاغب الذي ولد في مخيم دير البلح عام 1950، …