أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / ولد احمين أعمر: موريتانيا مقبلة على أزمة بسبب تهور النظام

ولد احمين أعمر: موريتانيا مقبلة على أزمة بسبب تهور النظام

عزيزلايؤمن بالمعاهد ولا بالمحاظر لكنه يؤمن شيئا ما بالمراكز المهنيةنحن على

alt أبواب ثورة قد لاتكون كالثورات وهي قادمة لامحالة …سنزحف في اتجاه القصر ولن يتمكن عزيز من مغادرته إلا في مروحية …في هذ العدد نقابل لكم شخصية سياسية مخضرمة ، عرفت

بجراءتها في الطرح ، وشجاعتها في المنازلة ، هي أول شخصية أدانت اغتيال ابن لادن ، وأبدت استعدادها لدفنه في الأراضي التابعة لها ،ذلكم هو القيادي في حزب اتحاد قوى التقدم ،وعمدة أوجفت السيد محمد المختار ولد احمين أعمر ، حاورناه حول رؤيته لحاضر البلاد ومستقبلها ، وتحليله لقضايا الساعة في الوطن وجواره ، وكان لنا معه اللقاء التالي :

السبيل : السيد العمدة ماهي رؤيتكم لحاضر ومستقبل موريتانيا ؟

العمدة : مستقبل موريتانيا مظلم ، ومقبلة على أزمة بسبب تهور النظام ، وجهله بالساحة السياسية ، لأن فلسفته مبنية على التهور والارتجالية ، والضبابية في استيراتيجية الدولة ، فهو نظام برجل واحد منفرد بالقرار ، لامستشار له ، يسير الدولة بالهاتف ، ولايؤمن بمؤسساتية الدولة ، يدعي رءاسة الفقراء وهو يمارس تفقير الموريتانيين ، بغرض استخدام المال للظفر بالأصوات ، حيث يعتقد أن ضخ قليل من المال المسروق هو الوسيلة للحصول على ثقة الشعب بعد تجويعه .

المؤسسة العسكرية متذمرة لأن المستفيدين منها لايتجاوزون بعض الأشخاص المحيطين بالرئيس ، والباقي فقير مهمش ، ويشعر بالذل والهوان ولن يستمر في السكوت على هذا الوضع .

الاحزاب السياسية لايعتبر الرئيس أنها موجودة ، والاعلام لايعترف بوجوده أيضا ، لأنه صرح بأنه لا يتعامل مع الصحافة ولا الادباء ، ولا الفنانين ، ولا الشعراء لأن كل هذه المجموعات منافقة ، وهذا من جهله المركب ..فالانظمة لاتحكمها الجيوش ، وإنما الإعلام ، والإعلام الموريتاني لايوجد فيه موقعان مساندان للرئيس .

الأحزاب السياسية مجموعة من العجائز في نظره ، وهذا الكلام خارق للعادة والادب والأخلاق ولايمت لثقافة الموريتانيين بصلة ، وهو يدل على أن الرئيس مشحون بالانحلال الخلقي وبعبارة أخرى “ماه مرب “، فأحمد ولد داداه ، وأحمد ولد سيدباب لايقال لهم العجزة ، لأن أحمد ولد سيدباب هو مؤسس أول حزب معارض ، وولد داداه صانع أول معارضة ذات معنى ، وأول حركة سياسية “الكادحين ” من روادها ولد بدر الدين ، معناه أن الرئيس متهور لايؤمن بشئ ، وبناء على ذلك فنحن على أبواب ثورة قد لاتكون كالثورات وهي قادمة لامحالة .

عزيز لايتعامل مع القبائل ولاشيوخها والرجل الذي ائتمنه وخانه لم يقتبس شيئا من ثقافته ، فولد الطايع في خطاب النعمة خاطب القبائل بلفظ “لقويبلات ” ،لكنه اكتشف خطأه وعاد واعترف بالقبيلة بل وجذرها .

الجنرال لايقدر الوجهاء ولايحترم القبائل ذات الشأن ،ولو كان كذلك لماوصف “إدوعل ” بالمتغطرسين ، لولم يكن متهورا لما حبس رجال اعمال “اسماسيد ” ، ولدعبد العزيز إذا قمنا بعملية حسابية لثرواته ،وقارناها براتبه لعلمنا أنه  لا يمكن أن يحصل على كل هذه الثروة بخدمة قرن من الزمن ، فمن أين لك هذا ؟ سؤال يجب أن يوجهه إلى نفسه قبل الآخرين ، إذن هو شخص غريب ، وستتعامل معه الساحة والمعارضة ،وأطلب منه أن يجنب موريتانيا ويلات الحرب لأنه هو سبب المشاكل وأول كل بلاء .

يتحدث عن الإنجازات ولم نر إنجازا ملموسا إلا الطرق والقائمين عليها هم ذووه ، ومؤسساته الشخصية و90%من مخصصاتها تعود لجيبه ، ثم إن أولويات الموريتانيين في هذه  الظرفية ليست الطرق وإنما الغذاء والصحة والتعليم ، فلو كانت عندنا صحة لما عجز أطباؤنا عن استخراج رصاصة من جسم ضحية “بدر ” ، ولما اضطررنا لرفعها للمغرب .

ولد عبد العزيز كذلك يتخد سياسة ممنهجة وانتقائية من حيث الأسلوب وانتقامية في نفس الوقت ، وسآخذ ولاية آدرار كمثال حي على هذه  الانتقائية ، ولاية آدرار ليس فيها سوى مشروع واحد هو مشروع الصرف الصحي في أطار وهو من  عهد ولد الطايع ، وعندما خرج تمويله عين عزيز عليه ابن عمه ، فكيف يعقل أن يوكل عمل “الحجر ” في آدرار لأحد ليس من ساكنته ، إذن ولاية آدرار ليست مستفيدة من هذا المشروع ، وكان الأولى أن يتم إرساله إلى إحدى ولايات الضفة .

طريق أطار تجكجة دشنه اعل وعزيز والوزير ولم تنته الأعمال في كلم واحد منه ، فماهو الخلل؟هناك آلات لخداع المواطن وليس هناك طرق ولا بنى تحتية .السياحة أغلقها بتهوره وبذريعة الأمن والقاعدة ، لكن ذلك لم يمنعه من تأمين “توتال ” وتشريع نهب خيرات الولاية لها في محمية قرب وادان ، في خيانة عظمى ، تبين زيف ذريعة القاعدة .الهدف من كل هذا هو تركيع أهل آدرار وتفقيرهم ، ففي مخيلة الرئيس أن أهل آدرار يمتلكون أموالا قد يستغلونها في مناسبات انتخابية ضده وبالتالي يجب تفقيرهم ، وتهميش عناصرهم في الجيش لأنهم أعداء من منظوره ، فيجب إبعادهم من مراكز القرار في المؤسسة، وأكبر دليل على ذلك  أن ضباطهم  جميعاالذين في رتبة عقيد هم  قواد مساعدون ،  أو أرسلوا في تكوينات يتم من خلالها إبعادهم عن وظيفتهم ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر “ولد المان ” الذي كان قائد الهندسة العسكرية .

تجار آدرار ليسو أحسن حظا فأهل “انويكظ ” صودرت أراضيهم ، وأغلقت مؤسساتهم ، ولم تسدد مستحقاتهم على الدولة ، وأثقلت كواهلهم بالضرائب ، كل ذلك بهدف إفقارهم أواستسلامهم ، أو تهجيرهم ، ونفس الشئ بالنسبة لأهل عبدالله ، ومؤسسة “سوجوكو ” لسيد احمد ولد أعبيدنا الذي اشترى نحو مائة شاحنة ووقع اتفاقية مع تازيازت وفي السنة الأولى استغنوا عن شاحناته واستبدلوها بشاحنات لابن عم الرئيس .

أعطوا لسيد أحمد رخصة استغلال في منجم “لكليبات ” قرب أكجوجت وأبرم اتفاقية مع مؤسسة أندنوسية وعندما بدؤوا تنفيذ الأشغال شرطوا عليهم تشييد طريق خاص بهم أوسكة حديدية ، فأغلق المشروع ليعطى لرجل أعمال من ذوي الرئيس أو مناصريه ، ولم يمنع هذا الإغلاق من أن يخرجوا عليه 898مليون أوقية من الضرائب في الشهر الثاني من  2011م .

وقبل كل ذلك أرز ولد الواقف الشهير والذي علق الرئيس على قضيته في خطابه بروصو اتضحت قصته ، فهوعبارة عن هدية من باكستان للشعب الموريتاني قدرها 1002طن من الأرز الجيد وتم شحنه  في شركة شحن ابريطانية تمثلها “سوجوكو” في موريتانيا فشحنت الكمية على اسمها وبعد وصولها لميناء انواكشوط قامت الحكومة بخلبطة وقالت إنها جاءت لخت بنت البخاري واحتجزت الكمية  في الميناء ، وجاءت بكمية أخرى ووزعتها ، ثم قالوا للوزير الأول إنه أكل الأرز وتمالأ مع أهل “انويكظ ” ، وبعد سنة من عملية الفبركة هذه كتب سيد أحمد ولد اعبيدنا لمفوض الأمن الغذائي طالبا منه استلام الأرز من شركة “سوجوكو ” فرد عليه بأنه لاعلم له به ، وبقي الأرز في الحاويات في الميناء وتكاليف التأجير للحاويات وضرائب الميناء تحسب على ولد اعبيدنا ، كل هذا في عملية تآمر مكشوفة ، فالأرز أرسل السفير الباكاستاني بالجزائر يوم وصوله برقية يشعر فيها مفوضية الامن  لغذائي بوصوله وطلب في البرقية من المفوض تحديد موعد يأتي فيه  السفير للإشراف على تسلم الحكومة له ، وتم تسجيل البرقية عند مفوض الأمن الغذائي دون أن يتم الرد عليها ، لأن الحكومة قررت تدنيس عرض خت به .

وبعد تضرر ولد اعبيدنا من ديون الميناء رفع شكوى ضد الحكومة وأرسل له مفتشون زعموا أن الأرز قد فسد ..ثم تمت التسوية ولازال الأرز في الميناء حتى اليوم رغم ماأشيع من أنه وزع على المواطنين وأنه فاسد ،ومراسلات السفير الباكستاني للحكومة بضرورة تسلمه  محفوظة عندي ،إذن فهذا النظام ليس مؤتمنا لأني كعمدة عندي حصة من هذا الأرز ، وقد افسدته الحكومة نتيجة كيدها وظلمها واستغلالها قوت الشعب لتصفية الحساب مع خصومها السياسيين .

السبيل : ما تقييمكم لحديث الرئيس الأخير عن قضية الإرث الإنساني ؟

الإرث الإنساني أنا شاهد على تضرر مجموعة “إفلان ” منه في عهد ولد الطايع بعد أحداث 1989م لكن ذلك كان بفعل السلطات المحلية دون إملاء من ولد الطايع ، وكان المبعث الحقيقي الاستيلاء على بقرهم وحليهم ، بحجة أنهم لا يمتلكون الأوراق الثبوتية ، والحكومة تدرك أنهم بداة كمعظم الموريتانيين وليست لهم أوراق مدنية ، وفي مرحلة بعد الكارثة تأكد النظام من ظلمهم وحاول بجميع الوسائل استردادهم وكنت مشرفاعلى دخول عشرات الآلاف منهم عبر 12معبرا بالتنسيق مع والي اترارزة ولبراكنة ومولاي ولد بوخريص ،وعبد الرحمن ولد لكور ، كما كنت شاهدا على التعويض لهم مرتين في عهد ولد الطايع وتخليهم عن دعواهم ،فلم يبق أحد من أولياء الدم إلا ووقع وأثبت بصمته والوثائق موجودة محفوظة عند مولاي ولد بوخريص ، لامانع من بقاء متضررين لم يستوفوا حقوقهم أو رفضوا استلامها وبقيت مجموعات لم تقبل الدخول الطوعي ونحن نؤازرها ونتعاطف معها لكن هذا ليس مبعثا للصلاة عليهم وخاصة أن الرئيس ليس صادقا في صلاته عليهم ، لأنه لم يصل صلاة الغائب على ضحايا موريتانيا من المسفرين ،الذين يعدون بالآلاف ولم يعوض لهم ، ولم يفتح لهم ملفا مع الحكومة السينغالية .

قال إنه مستعد لتسليم رفاتهم وهذا تهور ، لكنه كان ينبغي عليه أن يكون نزيها وصريحا ويفي بوعده لأنه هو وحده من يعرف أمكنة هؤلاء الضحايا ، لكن يجب أن نسأله كذلك عن رفات البعثيين والناصريين ، والكادحين ، مادام لا يتبنى عفا الله عما سلف ويريد استغلال ملفات سويت إلى حد كبير ، ونبشها، فعليه أن يتحمل المسؤولية وبالتالي عليه أن لا ينسى أنه رئيس الجمهورية ، وقائد القوات المسلحة ، وحامي الدستور ، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وصرح أنه يعرف القتله ، ــ وهنا أخاطبه كضابط شرطة قضائية ـــ وفي الحالة العامة نحن أولياء دم نظرا لوطنيتنا فلا بد أن يقول لنا من القاتل وكم عدد القتلى وأين الرفات ،حتى تأخذ العدالة مجراها ، وإلا يكون ساكتا على الجريمة ومتورط بحكم وظيفته السابقة والحالية ، لأنه يعرف كل سر ولد الطايع ، ويعرف أنه حدثت بينه مشادات مع الدرك يريد تسليم سجناء الزنوج وسلموا له .

وأقول له أنا بوصفي ابن عم ولد الطايع إنه إذا أثبت تورط ولد الطايع فأول من سيطالب بمحاكمته “اسماسيد ” ، وإذا كان المتورط ضباط آخرون فالشعب الموريتاني مستعد للمطالبة بمحاكمتهم ، وإذا كان الغرض من التصريح إهانة “اعل ” وتشويه سمعته فذلك غير منصف لأن ولد عبد العزيز كان في مسرح الجريمة .

السبيل:  بعض خصوم النظام يتهمونه بدعم انقلابيي مالي ما رأيكم في هذا الاتهام ؟

العمدة :ليس هناك تهور سياسي إلا ويمكن أن يرتكبه النظام ، نحن عندنا دليل فوزير الخارجية أول مصرح أن الطوارق قضيتهم مبررة ودفاعهم مشروع ، وهذا تأثرت به علاقة موريتانيا الودية مع الشعب والحكومة الماليين ، ونحن نحترم أواصر القربى والدم والثقافة التي بيننا وبين الطوارق ولكن لا مصلحة لنا في تشجيع الانفصال ، ولا مصلحة للشعب ولا الحكومة في توريط البلد في قضايا لاصلة لها بمصلحة موريتانيا ، وهو أول رئيس باتفاقية أو بغير اتفاقية هتك حرمة مالي بمطاردته للأشباح “القاعدة ” داخل أراضيها ، وبالتالي لا أستبعد أن يكون متورطا .

السبيل : هل تعتقدون أن السنوسي لديه بعض الأسرار المتعلقة بالنظام والتي يخشى خروجها للعلن ؟

العمدة  :بالطبع السنوسي لديه الكثير من الأسرار المتعلقة بالنظام ، والتي من بينها حملة ست ست ، والحملة الأخيرة لعزيز والتي يعتقد أن جميع تمويلاتها من نفحات القذافي وقد كثر قائلها .

كذلك الفندق الذي تم تدشينه على أنقاض مؤسسة من أعرق المؤسسات التعليمية وذلك لن يحدث إلا بعد دخول النقود في الحساب ، فأين هو التمويل والقطعة لازالت على حالها .

لكن حسب معلوماتي فالسنوسي هو من سلم نفسه ، وتم اعتقاله بعد ما ائتمنهم على حياته ، ورغم كل ذلك ينبغي أن يطبقوا فيه القانون بدون خوض غمار الصفقات ، والقانون صريح في هذه الحادثة أولا يجب تعيين قاضي تحقيق للسنوسي ، واستماع القاضي له ، والبت بحكم قضائي في قضيته ، هل يجب تسليمه لفرنسا التي تربطنا معها اتفاقية تسلم مجرمين ، أويسلم لليبيا التي لا تربطنا بها اتفاقيات تسليم مباشرة وإنما عن طريق الجامعة العربية .

أو يسلم للمحكمة الدولية التي لا تربطنا بها اتفاقيات ، أو يجب الاحتفاظ به إلى أن تستتب الأمور على غرار احتفاظ تونس بالوزير الأول والجزائر بالأسرة ، والنيجر بالساعدي .

ونحن نطالب أن تؤخذ هذه الإجراءات بعين الاعتبار وأن تكون المسطرة قضائية لا أمنية .

السبيل : انقلاب مالي هل تعتقدون أنه يمكن أن يوقظ حنين بعض صغار الضباط الموريتانين للسلطة ؟

أعتبر أن الحصن الحصين لرؤساء العالم العربي وجزء من إفريقيا هو الإصغاء للشعوب ، وولد عبد العزيز آذانه مغلقة ولايمكن أن يكون في مأمن نظرا لطبيعة الأحداث على المستوى الإقليمي ، فليس هناك جذور أقوى من جذور “حسن مبارك ” ، وليس هناك زعيم أكبر جبروتا من القذافي ، وليس هنالك زعيم أعظم هيمنة من زين العابدين ، ورئيس مالي صرح سابقا أنه سيتخلى عن السلطة وعلى أبواب حملة انتخابية ، وعنده عشرات الجنرالات لكن كل ذلك لم يحفظ كرسيه  ، معناه أنه يجب على عزيز  أن لا يعتمد على تكديس الاموال ، ولا على  الجنرالات ، ولا على المشاريع الوهمية التي تردد التلفزة والإذاعة ،فلن يؤمنه إلاالشعب والشعب استخف به ومأموريته منتهية الصلاحية .

السبيل : مارأيكم  في الحوار الذي تم بين النظام وجزء من المعارضة ؟

العمدة :

الحوار الماضي لاقيمة له ولامعنى ولن يجد صدى ، وأؤكد لكم  أن مسعود وبيجل وولد حرمه سيقتدون بولد لكحل ، لأن قناعتهم لا تتجسد في أن هنالك حوارا ، كل مافي الأمر أن مسعود عنده بعض المآخذ الشخصية على أحمد ولد داداه ، وبعض أحزاب المعارضة فأراد التقرب من عدوهم ولكن أذكره أن النظام ليس سوى حبل من الكهرباء فليحذر من أن يصعق .

السبيل : ماتعليقكم على خطاب الرئيس بانواذيبو ؟

العمدة : أولا مهرجان انواذيبو أنا أسميه مهرجان الغرور لأن ولد عبد العزيز دخل في مجموعة من الناس يظنها داعمة له وهي ليست كذلك ، فهي قبائل تم ابتزازها وتخويفها ، وتطميعها ، وليست هناك مؤسسة إلا وسخرت للحشد له حتى المدارس ، فالجماهير جاءت مكرهة وعزيز يظنها قاعدة انتخابية ملتزمة ، وأن حضورها نتيجة اقتناعها بإنجازات عزيز .

أما خطابه فهو طفيلي ، وزيه طفيلي ، وتهميشه للعمدة طفيلي ، وذكره للحى طفيلي ، رجوعه لخطاب المفسدين ليس مسؤولا ولا منصفا ، ولا أمينا لأن الشعب يعرف المفسدين ولا يفقد منهم واحدا إلا وجده مع عزيز ، مديرا أو وزيرا ، أما حديثه عن تجفيف منابع المسؤولين فلا نجد له انعكاسا على الوضعية المعيشية ، وبالتالي فإن عهد ولد الطايع ساد فيه البذخ ، لكن عم فيه النفع، أما عهد عزيز فساد البذخ في البطانة وعم الفقر ، ولا تفوتني هنا فرصة سؤال الرئيس عن صك 10مليون دولار الذي سلمه سفير قطر للمساهمة في الجفاف ، وبأي معنى يشرع لنفسه استلام الصكوك مع وجود وزير المالية ووزير التنمية الريفية .

السبيل : ينوي الرئيس القيام بسلسلة زيارات للداخل ما رأيكم في جدوائيتها ؟

العمدة :

الزيارات التي ينوي الرئيس القيام بها لبعض الولايات الداخلية لامعنى لها ..فزيارة روصو سيشرف خلالها على عودة المبعدين وأطالبه بتسليم العائدين الذين سيستقبلهم  بروصو أسماء قتلاهم ، ولائحة الجناة المتورطين في جرائم القتل ، وأن يمتلك الشجاعة ويدرج اسمه في هذه  اللائحة  ، ويأمر القضاء بمحاكمات فورية للمجرمين ، فهذه  هي أكبر خدمة يجب ان يقدمها رئيس الجمهورية للعائدين ، وبدونها تفقد زيارته أي معنى ، لأن تعويض اللاجئين ، ودمجهم في الحياة النشطة أثبتت التجربة مع من سبقوهم إلى العودة أنه عملية استهلاك وخدعة  .

سيشرف في لبراكنه على تدشين طريق شكار ومثلث الفقر ،وهو طريق أهم منه طريق أطار أوجفت الذي دشن في 2009م ولم تنته الأعمال في كلم واحد منه ، أما زيارته للنعمة فننتظر من أهلها أن   يستقبلوه بالحجارة لأنه قال في انواذيب إن الجفاف لاوجود له وهم يدفعون ثمنه يوميا، أما أطار فأعتقد أنه لا يمتلك وجها يمكنه به مقابلة سكانه بعد مامر بهم مرتين في طريقه إلى وادان ، وشنقيط وبخل عليهم بساعة من وقته .

إذن الخلاصة أن عزيز قرر السباق مع ا لزمن ، من أجل إقحام المعارضة في انتخابات غير محسوبة ، سيعلن عنها في الايام القادمة بعد الإعلان عن أسماء اللجنة المستقلة الانتخابات ، وتحديد تاريخ انتخابات الغرض منها إقحام المعارضة وإحراجها ، إما بالمشاركة أو المقاطعة ، لكن سأصرح له أن المعارضة لن تشارك ولن تقاطع ،ونضمن له أن القصر سيحدث في اتجاهه زحف جماهيري لا قبل له به، ولن يخرج منه إلا في مروحية ، فليختر بين أن يكون رئيسا غيورا على دماء شعبه ، ويستمع لشعبه ، او يأخذ مسار أحد الرؤساء من ضحايا الثورة ، وأقترح عليه أن يكون زين العابدين .

السبيل : التحاق “أعل ” بالمعارضة في مسيرتها الأخيرة هل سيقوي ساعدها ؟

العمدة :أعل ولد محمد فال شخصية وطنية لها سوابق لكنها سوابق لم يسلم منها أي موظف حكومي  موريتاني إلا نادرا ، لكن ولد محمد فال له إنجازات يشهد له بها الشعب الموريتاني ، منها وفاؤه بوعده بتسليم السلطة الذي يعتبر نموذجا في إفريقيا ،ثانيا ما نعم به البلد في فترته من رخاء وأمن وعدم تصفية للحسابات ، ثالثا زيادته المعتبرة للموظفين ، وسلامة الناس من لسانه .

من يقولون إنه ليس سياسيا فأنا لا أشاطرهم الرأي ، أما التحاقه بالمعارضة فله ثلاثة دوافع :

ــ وصول الاحتقان إلى درجة انهيار الدولة الموريتانية ، ولم تعد الظروف تسمح له بالسكوت على وضعية كهذه .

ــ ثقله في المؤسسة العسكرية .

ــ اعل لن يظهر هذا الظهور إلا بعد وجود مؤشرات قوية من الخارج على ضعف النظام الحالي وبداية تداعيه .

وأعتبر أن دخوله في المعارضة أعطاها دفعا قويا ونوعا من المناعة على غرار الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية ، والتي تبنى فيها الجيش الثورة في بعض البلدان .

السبيل :انطلاقا من علاقتكم بولد بوعماتو هل بإمكانكم تأكيد انضمامه للمعارضة ؟

العمدة :بوعماتو رجل أعمال ناجح دعم عزيز بقصارى جهده ، وعند استلامه للسلطة سد الأبواب في وجهه ،وبدأ في تصفية الحساب مع عناصره ، وفي آخر المطاف سجنه في مفوضية الجرائم الاقتصادية فشعر بنكران الجميل ، وقد بذل جهودا كبيرة في نصح عزيز لكنه تجاهل نصائحه وتوجيهاته ،خاصة في ملف رجال الأعمال ، وأخيراانقض عزيز على 14%في المائة كان يقتطعها بنك موريتانيا العام من بعض مؤسسات الدولة كفوائد معتبرا إياها اختلاسا ،وأمر بحل الاتفاقيات أو السلوفات التي كانت بين البنك وزبنائه ، فتصور رد فعل تاجر لم يمارس السياسة وضحى بمصالحه التجارية ليقف مع رجل ويدعمه ، ثم يتنكر له في النهار الأول من جلوسه على الكرسي.

وحسب معلوماتي فإن بوعماتو لا زال يتشبث بشئ من النخوة ، ولازالت بعض الشخصيات في محيطه العائلي تحاول المهادنة ، لكنني كخبير به أعتقد أنه سيعلن المعارضة ،وإن لم ينزل للشارع فسيأمر حاشيته بالوقوف إلى جانب المعارضة ، ويكفي دليلا تنقل مجالس إدارته إلى المغرب لانعقاد مجلس إدارته .

وانضمام اعل وولد بوعماتو من منظور تقليدي يعتبر نهاية عزيز ، بغض النظر عن المعارضة والاحتقان ، والمعارضة غير المعلنة أقوى من المعارضة المعلنة ،لأني أتحدث مع وزراء وأمناء عامون ومدراء ورؤساء مصالح وشخصيات عامة وعلماء وكلهم محتقن ، ونصف تسبيحاته بعد الصلاة دعوات برحيل عزيز .

السبيل : ماهي خطوة المعارضة المقبلة في نضالها ضد النظام ؟

العمدة :المعارضة بما أنها معارضة إصلاح حشدت قواها لمسيرة الاثنين 12وجند النظام جميع طاقاته من أجل تخويف الناس من المشاركة فيها ، وفي النهاية كانت مسيرة سلمية ومنظمة ، فهذه رسالة لولد عبد العزيز لكن ردة فعله في انواذيبو بالعبارات المهينة االتي وجه للمعارضة دليل على انهياره العصبي ,وأن ردة فعله ردة فعل متهور ، بل ومتطرف ، والمعارضة أخذت ذلك بعين الاعتبار وتعكف هذه الأيام على دراسة خطة مرنة سلسة سيتم من خلالها التغيير ، ولم تكشف عنها بعد ، لكنها مصرة على رحيل عزيز ، و لن تتخلى عن هذا الهدف الذي أصبح مبدءا بالنسبة لها ، وطريق تنفيذه ستترجمها في أفعال ، لكن مرحلة البيانات والمؤتمرات الصحفية ، والمهرجانات ، انتهت ولامناص من المواجهة مهما كلف الثمن .

السبيل : ماتعليقكم على أحداث المعهد الأخيرة ؟

العمدة : ولد عبد العزيز لايؤمن بالمعاهد ولا بالمحاظر ، لكنه يؤمن بعض الشئ بالمراكز المهنية ، وهذا دليل على أنه لايعير اهتماما للعلم ولاللثقافة ، وهذا ماصرح به في خطاب انواذيبو ، وتصرفاته مع طلاب المعهد همجية وغير إنسانية ، سيجني ثمارها ، لأن التاريخ شاهد أنه لم يصطدم نظام بالطلاب والمؤسسات التعليمية وكتب له البقاء .

السبيل : هل من كلمة ختامية تودون توجيهها للرأي العام ؟

العمدة :أطالب الرئيس برفع الحصار عن سكان آدرار ، وأن يفهم أن المختار ولد داداه رحمه الله كان حكيما وعندما تبنى الترشح من آدرار معناه أنها ولاية ذات شأن ، وعندما يقرأ تاريخ المقاومة سيتأكد أن إهانة أهل آدرار وتهميشهم وتصفية الحساب معهم لن تجره إلا إلى  الويلات ، كما أطالبه بإنصاف ضباطنا في الجيش وجعلهم في المكان اللائق بهم ، ووقف التمييز ضد تجارنا لتفقيرهم .

النقطة الثانية التي أريد أن أوجه إليه هي أنه يجب أن لا يغتر بدعم أحد من أهل آدرار فليس معه منهم أحد ، و”اسماسيد ” الذين أنتمي إليهم ليس معه منهم أحد ، ومن أعرب له عن دعمه منهم فقد خدعه .

أحب أن أنبه الفرنسيين أنهم مشاركون بصفة صريحة في جرائم النظام لأنهم زودوه بالأسلحة والقنابل لقمع الشعوب ، وهذا لاينبغي ولا ينتظر من دولة ذات تاريخ في الديمقراطية كفرنسا .

السبيل : شكرا السيد العمدة

 

شاهد أيضاً

غزواني رجل دولة فلا داعي للقلق ../ الشيخ المهدي النجاشي – صحفي …

وأنتم تسيلون حبر أقلامكم وطقطقات لوحات هواتفكم بكثير من العنتريات احيانا والمزايدات على الموقف الموريتاني …