أخبار عاجلة
الرئيسية / مقابلات / مقابلة خاصة مع سيد محمد ولد ببكر.. حين تضيء شمس العلم الغد الجميل

مقابلة خاصة مع سيد محمد ولد ببكر.. حين تضيء شمس العلم الغد الجميل

altعندما تمضي وقتا إلى جانب شخص ناجح تشعر بالفخر، والاعتزاز، وبغبطة تتملكك لا شعوريا، تستحيل إلى أفكار عن معنى الوجود، ومصب الحياة، وهذا ما حدث لنا بالضبط، ونحن بمعية شاب نجح، وأفلح في أن يقف شامخا، رغم عواصف الزمن، وصعوبة العبور فوق جسر الأحلام. فالشاب الذي تقابله الحضارة اليوم من قلائل، جسدوا علىأرض الواقع ملحمة النضال في سبيل الهدف المشروع، إنه شاب له سيرة حسنة، وما أصعب أن يكون الشاب صاحب سيرة حسنة، وقد قيل عن السيرة الحسنة:” السيرة الحسنة كشجرة الزيتون، لا تنمو سريعاً لكنها تعيش طويلاً”.

تحمل سيد محمد ألم الغربة، ووحشتها، وما تصبغ به الدنيا من الألوان الفاترة، الباهتة ليصل إلى حلم، لطالما عمل على تحقيقه، وباع من أجله الغالي، والنفيس، فهو قدم لمشاريعه المستقبلية أشياء كثيرة تجعل المرء متميزا، وظافرا بهدفه ألا وهي:”العمل الدؤوب، والاخلاص، والوقت”.

والحضارة اليوم في إطار مساعيها الدائمة لإنارة الدروب، ولإبراز “النماذج” الناجحة في المجتمع، تقابل هذا الفتى الشاب، وتحاوره حول سيرته، وتتعرف على نسقه العملي، والفكري، وذلك كالتالي:

الحضارة: بعد البسملة، والصلاة والسلام على النبي، وآله وصحبه…، مرحبا بكم في ضيافتين: ضيافتكم على موقع الحضارة في هذه المقابلة، وضيافتنا عندكم في بيتكم، ونتمنى لو أطلعتم القراء في البداية على الاسم الكريم، والمولد:

سيد محمد ولد ببكر: في البداية أرحب بكم، وبموقعكم، الذي أنا شخصيا من قرائه المداومين على التواجد على صفحاته…، وبالنسبة للاسم: أنا سيد محمد ولد ببكر، من مواليد 10/04/1977 في أوجفت.

الحضارة: لقد اشتهرتم من خلال كتاباتكم على الأنترنت، ومن خلال المواقع، والمدونات، التي تغذونها فكريا، بل إنكم من أنشأ الكثير من المواقع، واشتهرتم برسوخ القدمين في تكنلوجيا الكومبيوتر، والأنترنت، فما هو نوع دراستكم، وكيف تكونتم في هذا المجال القليل وطنيا في زمن كانت موريتانيا فيه بالكاد يسمع فيها السامع بــ”الكومبيوتر”، والأنترنت؟…

سيد محمد: إن رحلة الدراسة مضنية حقا، ولكنها تتجاوز بالمثابرة، وأنا والحمد لله درست في ظروف استثنائية نوعا ما، حيث لم يكن في مقاطعة أوجفت قسم الباكالوريا، كان ذلك في حدود 1995، وما أعرفه هو أنه في سنة 1997 صارت الباكالوريا في أوجفت، وقبل ذلك بعام كنت في مدينة أطار أهيئ الباكالوريا، وقد نجحت متفوقا، كنت الأول في دفعتي على مستوى أطار، وكنت السابع وطنيا.

ومن قبل كنت في دراستي دائما الأول، وبنجاحي المذكور حصلت على منحة دراسية من الدولة، ودون وساطة من أحد، وسافرت إلى إسبانيا لقراءة الطب، لكنني بدأت بسنة من اللغة، ثم بدلت الاختصاص تبديلا، حيث قرأت “المعلوميات”، كما يسميها البعض، أو “المعلوماتية” كما هو الشائع، وكان لي أن ولجت هذا العالم الافتراضي من بابه الواسع.

ولقد مكنني التسجيل في هذا الاختصاص آنذاك من الحصول على شهادة “مهندس في المعلوماتية المطبقة على التسيير” 2003، وفي 2005 حصلت على “ماستر في تهيئة المواقع، وإنشائها”، وقد كانت منحتي كافية لأقوم بما قمت به هذا من الناحية المادية طبعا، والمنحة كانت تدخل في إطار ما يعرف “بالتعاون الكناري الموريتاني”، الذي يطلق عليه PROEXA .

عودتي التالية للدراسة سببها أساسا هو وصولي للعاصمة الإسبانية “مادريد” طالبا للعمل، وحين لم أجده اغتنمت الفرصة مخافة ضياعها، وضياع الوقت لأحصل على شهادة الماستر، آنفة الذكر.

الحضارة: حدثنا عن رحلة العودة، لأن المغتربين عادة يفضلون المهجر على العودة لأوطانهم، ويجدون صعوبة إن عادوا في التكيف الاجتماعي مع الأوضاع الصعبة لوطنهم الأم؟..

سيد محمد: أنا مختلف ربما، فلا أجد صعوبة في التكيف مع الواقع اجتماعيا، أما العمل فمجالي للأسف ما زال يحتاج إلى بعض الوقت لتعي الدولة قيمته، وتنخرط فيه.

ولقد عملت 2004 في اسبانيا، وفي 2005 تفرغت للماستر، ثم عدت للعمل في 2006، ومن يومها أتابع عملي طبعا في اسبانيا إلى سنة 2009، وكانت 2010 هي عام العودة إلى ربوع الوطن، وهذا الرجوع سببهالرئيسي هو الأزمة الاقتصادية، التي أثرت على المملكة الاسبانية اقتصاديا، وجعلت العمل اللائق يتراجع فيها.

الحضارة: كيف وجدتم سوق العمل في موريتانيا، هل تقبلتكم بسهولة، أم أشرعت في وجهكم سيف البطالة، الذي لا يرحم أبناءها؟

سيد محمد: في موريتانيا للأسف لم أجد حتى الآن العمل اللائق، رغم أني أحتفظ بمجالي، بمعنى أني أعمل فيه، فهنا مشاكل العمل كثيرة ومتنوعة، ومنها:
 صعوبة العمل دون وساطة: وهذه مشكلة في الحقيقة نظرا لأنني لا أمتلك الوساطة، ثم لأنني سابقا لم أكن من الذين يتعاطون “أفيون” الوساطة، وفي الخارج كانت الشفافية في فرص العمل غالبة، والدولة التي كنت فيها هي من الدول التي تزدهر فيها حقوق الانسان.

  الصعوبة المتعلقة بأن الدولة حتى الآن لم تتوجه إلى مجال المعلوماتية توجها حقيقيا، يخلق فرص عمل للمتكونين في مجال “الحاسوب”، والأنترنت.

 الشركات الخاصة معظم ملاكها لا يثق في الآلة، ويعتمد على الكراس، والقلم، وكافة الأدوات التقليدية.

الحضارة: ألا تفكر في الدخول في مسابقة وطنية تحصل من خلالها على اعتماد مالي، يسهل عليك العمل، وتحصل على فرصة لخدمة دولتك في مجالك؟

سيد محمد: العمل الثابت في غاية الأهمية، ولكن للأسف الدولة لا تزال تأخذ أغلب عمال مجال الكومبيوتر بالقطعة، أو بالعقد محدد المدة، الذي يتعلق بالمشاريع قصيرة العمر، حيث تتعاقد الدولة مع مهندسي المعلوماتية ليقدموا خدمة مؤقتة، ثم تتخلص منهم.

الحضارة: عرفونا بمؤسسة NEJMA SOFT، التي ارتبطت بأعمالكم، وقدمت الكثير من الانجازات في المجال الافتراضي؟

سيد محمد: NEJMA SOFT شركة أنشأتها سنة 2007 في اسبانيا، وهي مرخصة قانونا، وبالتالي هي الإطار القانوني لعملنا، وقد اجتررتها من اسبانيا إلى موريتانيا، قاطعة البون الشاسع بين هنالك وهنا، وهي تعمل كافة البرامج، التي يحتاجها الزبون في مجال الكومبيوتر، والأنترنت، ولدينا فيها برامج متعددة منها:

                     برنامج تسيير المرتبات.

                     برنامج تسيير المخازن.

                    برنامج تسيير الصيدليات.

                     برنامج تسيير العيادات.

ونعد البرامج حسب الطلب، وحاجيات الزبائن.

الحضارة: هل قمتم بإعداد مواقع كثيرة حتى الآن؟

سيد محمد: لقد قمنا من خلال NEJMA SOFT بإعداد الكثير من المواقع، تربو في عددها على 30 موقعا، منها: موقع أوجفت، وموقع البراق، وموقع الواجهة، و موقع LE DIVAN، وموقع الحضارة، وموقع INFORIM، وموقع BOURSERIM، إلخ القائمة.

الحضارة: ما قصة حجزكم لدومينات شنقيتل، وصحراء ميديا…، وغيرها من المؤسسات الكبيرة، العاجزة عن تأمين اسمها في العالم الافتراضي بشكل صحيح؟..

الدومينات هي مجال معروف في العالم المتقدم يدر أموالا، وتعني باختصار حجز الاسم في الانترنت لضمانه، وعدم التأثير عليه من قبل المنافسين، وأعداء المؤسسة، وبالنسبة لنا في NEJMA SOFT فقد حجزنا أكثر من 300 دومين منها ما يتعلق بالشركات الكبرى، وأعتقد أن مجالنا للساعة غير مفهوم، وأصحاب الشركات لا يعلمون أن الدومينات يسيرها معهد أمريكي يسمى اختصارا بــ: ICAAN، ونحن من المعتمدين عنده.

الحضارة: لقد وضعتم مقاطعتكم “أوجفت” على خط الشهرة، وأسهمتم بعملكم الايجابي في تعريف العالم بها من خلال “موقع أوجفت”، فهلا حدثتم من خلال الحضارة مشاهدي موقع أوجفت عنه؟

سيد محمد: موقع أوجفت جاء اسهاما منا في التحسيس بأوجفت، وبقضاياه، وبصموده في وجه الرمال الزاحفة، والتهميش، الذي لاقاه دائما من قبل القائمين على برامج التنمية المستديمة لربوع الوطن.

وهذا الموقع فيما يتعلق بالمسؤولية المادية، والمعنوية عنه فإن NEJMA SOFT تغطيه، أما قانونا فكما هو معروف يسأل الكتاب عن آرائهم، وأفكارهم.

وموقع أوجفت جاء لنفض الغبار عن الحضارة الأوجفتية، وإشعاعها الثقافي، وروافدها المختلفة، وقد قسمنا الموقع لنوافذ في كل واحدة منها موضوع محدد المعالم، يتحدث فيه المشاركون في الموقع عن أوجفت، وعن قضايا الوطن، بحيث يرصدون مظاهر ما يجري في الوطن بعيون أوجفتية.

وإلى الآن لم يساعد أحد في هذا الموقع ماديا، ومعنويا والحمد لله وجدنا التشجيع، والتقينا بالكثير من الإخوة حول قضايا مقاطعتنا، وتعرفنا على كتابها، وعلمائها، وأبنائها، وموروثها الحضاري الغني، وما زال عندنا حجم كبير من الحاجة للكتابة في الموقع، كما أننا تنقصنا المخطوطات التراثية.

الحضارة: أنتم من مناهضي التلوث البيئي، كيف ولدت عندكم الفكرة، وماذا فعلتم لخدمتها؟

سيد محمد: الإجرام البيئي موجود، وكثيرة هي المخالفات التي تصنف ضمنه، ومخلفات الشركات الكبرى تشكل خطرا على حياة البشر، وتهدد مستقبله، وتجعله أسيرا للمرض، والمعاناة، التي تسببها مخلفات الاستخراج، والصناعة، ولا توجد دولة إلا وفيها قوانين في هذا الشأن.

ولذا قمنا بفتح موقع اسمه GET OUT MCM .ORG وهذا في إطار منسقية  “انقذوا موريتانيا من MCM”، وهدفنا هو تنبيه الرأي العام إلى خطورة ما تقوم به الشركات من تسميم للجو، وتغيير لعناصر الماء، والتربة، والهواء، قد يودي بحياتنا البيئية، ويضع عالمنا لبيولوجي في خطر، يتهدد الانسان، والحيوان.

الحضارة: لقد قدمتم موريتانيا تقديما مهما باللغة الاسبانية من خلال أحد المواقع، التي وفرتموها للقارئ.. كيف ذلك؟

سيد محمد: هذا سؤال مهم جدا، أشكركم على طرحه…

وأقول لكم أننا قمنا بإنشاء موقع اسمه INFORIM.NET، ينطق بالإسبانية، نظرا لأننا في اسبانيا، ومن خلال معرفتنا بالإسبان عرفنا فيهم التشوق، والحرقة لمطالعة أخبار موريتانيا، ولمعرفتها، فكان موقعنا بوابة للقراءة عنها، وهو أول موقع ناطق بالإسبانية، والاسبانية هي اللغة الثانية الأكثر نطقا في العالم بعد الصينية.

الحضارة: هل من كلمة أخيرة؟

سيد محمد: أجدد شكري لكم على الزيارة، وأتمنى للحضارة المزيد من الازدهار، والسبق الاعلامي، وأدعوها إلى مواصلة الدرب في اهتمامها بالشؤون الوطنية، والثقافة العامة، وأقول من خلالكم للمهتمين بمجالنا أن لدينا مشاريع مهمة، وطموحة سنعلن عنها في وقتها.

وآمل أن تمتد جسور التواص بيننا دائما، وأن نلتقي على درب الصلاح، والإصلاح، والتنوير أبديا.

الحضارة: إن مدينتكم أوجفت حين اعتقد كثيرون أنها وهنت للرمال انتفضت، وكشفت عن ساق الجد، فنظم أبناؤها مهرجانا للثقافة، وكان حضور أوجفت في مهرجان المدن القديمة “بودان” بارزا، فما أجمل أوجفت، الذي يجسد دائما المقولة الخالدة:” ما أجمل أن تبتسم حين يظن الآخرون أنك ستبكي”.

وبدورنا نشكركم، ونثمن مساعيكم الجادة للقيام بالوجب الوطني، والزيادة عليه تطوعا..شكرا لكم.

 

شاهد أيضاً

عبد الباري عطوان يكشف تهديدات القتل والمؤامرات التي حيكت ضده

الشخصية الجدّلية لعبد الباري عطوان. الصحافي المشاغب الذي ولد في مخيم دير البلح عام 1950، …