قال المولى جل جلاله في سورة آل عمران:”كل نفس ذائقة الموت”،وقال سبحانه:”في الرحمن :”كل من عليها فان”، وقال تقدست أسماؤه في سورة أخرى:”كل شيء هالك إلا وجهه”، وتدل هذه الآيات،
التي تبتدئ كل واحدة منها ب:”كل” أن الموجود، دائم الوجود، هو الله، فهو
الباقي بذاته وصفاته، وكل المخلوقات فانية، ولنا العزاء في وفاة سيد البشر، خير بني آدم، الذي خاطبه الواحد الصمد فقال: “إنك ميت وإنهم ميتون”، ونعم الأسوة، صلى الله وسلم على علم الهدى.
هذا وقد تلقينا نحن الخليفة ولد حداد نبأ وفاة، سيد من سادتنا الفضلاء، وعلم من آبائنا الكرماء، وافته المنية مساء الأربعاء: 7/3/2012، وهذا ما وعدنا الله ورسوله، ولا نملك في مواجهة هذا الخطب الجلل، والرزء الأليم إلا نحتسب الفقيد عند رب العالمين، ونترحم على روحه الطاهرة الزكية، ونشيد بشمائله ومآثره المحمدية، التي كانت ترجمة للواجب الديني، والأخلاقي، الذي يفرضه الدين، ويتماشى مع الفطرة السليمة، ويلامس أريحية أهل العلم، والمروءة، وهكذا نقرأ بإخلاص وثبات في هذا المقام قوله تعالى:”وبشر الصابرين الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
فقد كان المرحوم ” عبد الرحيم ولد دحان ولد الإمام” من أولئك الصابرين، المحافظين على صلواتهم، وأماناتهم التي جعلها الله سبيل النجاة من دنيا كلها زائلة.
وفي هذه الفاجعة نتقدم بأحر عبارات التعازي، إلى أهل أوجفت قاطبة، وإلى أسرة أهل الإمام جميعها، وإلى عائلة المغفور له، آجر الله الجميع في مصيبتهم، وعظم أجرهم، إنه لا يضيع أجر المحسنين.
ونختتم هذه التعزية ببعض قول الإمام الشافعي-رحمه الله –:
دع الأيام تصـــــــــنع ما تشــــاءولا تجزع لحادثــــــــة الليالـــــيوكن رجلا على الأهـــــــوال جلداثم لا ننسى قول ولد الرازكة عليه الرحـــــمةهو الأجل الموقــــوت لا يتخـــــــلفرضينا قضـاء الله جـــل جـــــــــلالهأشارت يد الدنيــــا بتوديع أهلــــــهامضت غير مأســوف على زرجونها |
وطب نفســــــا إذا نزل القضاءفما لحوادث الدنـــــيا بـــــــقاءوشيمتـك السماحــــــة والوفاءيرثي أحــــــــــد الأجلاء :وليـــــــــس يرد الفائت المتأسـفوإن ضــــل فيه الجاهل المتعسـفوكدنا نرى الأشـــــراط والله يلطفولكن على مثل ابن يوسف يؤسف |