أنهت بعثة من قيادة حزب اتحاد قوي التقدم ـ المعارض ـ اليوم الأحد زيارة لولاية ادرار برئاسة نائب رئيس الحزب ورئيس فريقه البرلماني النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين، دامت ثلاثة أيام عقدت خلالها سلسلة مهرجانات واجتماعات بالأطر وبمجموعات محلية وحضرت أمسيات في مدينتي أطار عاصمة الولاية و أوجفت عاصمة مقاطعتها الجنوبية.
وقد ركز المتحدثون من البعثة في جميع مداخلاتهم علي انتقاد سياسات نظام ولد عبد العزيز وعلي فشل الحوار الوطني وعدم جدوائية الخطة الاستعجالية المعلن عنها، متجنبين انتقاد سياسات ولد الطائع أثناء حكمه ـ الذي قال القيادي في الحزب محمد لمين ولد بيه ان اسوأ
نتائجه، محمد ولد عبد العزيزـ وشدد أعضاء البعثة علي عزم المعارضة، ممارسة كافة الأساليب النضالية السلمية حتى تتحقق الديمقراطية في موريتانيا ويحصل كل ذي حق علي حقه، مهما كلفهم ذلك.
وخلال جميع محطات هذه الزيارة أعرب أعضاء البعثة عن اعتزازهم البالغ بالشعبية الكبيرة التي أصبحت لحزبهم في ولاية ادرار، معترفين بالجميل في ذلك لعمدة أوجفت محمد المختار ولد احمين اعمر، الذي وصفه بالرجل الشجاع النبيل والقادر علي قول الحق ونصرة المظلوم والتصدي للظالم مهما كانت قوته، كما اثبت إبان أزمة حبس رجال أعمال عشيرته واجتياح وباء حمي الوادي المتصدع للولاية، حيث انبري من بين جميع منتخبي ادرار لمناصرة السكان وطرق جميع الأبواب بشجاعة نادرة لنصرة رجال الأعمال والتصدي للوباء.
كما اشاد المتحدثون بالدور التاريخي لسكان ادرار في جميع مراحل تشكيل الدولة الموريتانية، عبر العصور حيث وصفوهم بانهم شكلوا قمة المقاومة للمستعمر، كما كانت قبل ذلك شنقيط هوية للشناقطة في العالم قبل ان يعرفوا بالموريتانيين، هذا فضلا عن دورهم الريادي في بناء الدولة الحديثة منذ استقلال 1960.
وخلال المهرجانات واللقاءات، تحدث النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين عن ما وصفه “كذبتين” يطبل لهما نظام ولد عبد العزيز هذه الأيام، إحداهما كذبة الحوار الوطني الذي يصفه المشاركون فيه بأنه ناجح وانه حدد مسارا سياسيا توافقيا لمستقبل موريتانيا، مبرزا ان هذا الحوار لم تشارك فيه من احزاب المعارضة ال 13 سوء ثلاثة منها الي جانب اغلبية ولد عبد العزيز، وانه لم يثمر عن أية نتائج قلت او كثرت لصالح موريتانيا وهذا ما جعل المعارضة ترفضه، حسب تعبير ولد بدر الدين.
وأضاف “بالرغم من محاولة رؤساء احزاب المعارضة المشاركة في الحوار في بدايته، فرض إصلاحات في النظام الرئاسي وزيادة صلاحيات البرلمان والوزير الاول وحل مشكلة الحرس الرئاسي إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيق شيئا من ذلك، باستثناء تشريع لولد عبد العزيز انقلاباته السابقة وتحريم أي انقلاب عليه، إضافة الي زيادة عدد النواب بواحد وخمسين نائبا” متسائلا عن ما الفائدة من زيادة المصفقين في البرلمان، مادام البرلمان بلا صلاحيات والرئيس لا يوليه اهتماما، وذكر بان اي من سيقوم بانقلاب لن يثنيه قرار المتحاورين عن القيام به.
وقال ولد بد الدين ان لجنة الانتخابات التي تم الحديث عنها في نتائج الحوار، فلا عبرة بها لوجود لجنة أخري موازية في وزارة الداخلية هي المكلفة بجميع إجراءات الانتخابات العملية.
أما الكذبة الثانية للنظام يقول نائب رئيس اتحاد قوي التقدم، إنها تتعلق بالخطة الاستعجالية للتصدي لآثار نقص الأمطار هذه السنة، والتي وصفها بفرصة لثراء مقربين من النظام بحجة الجفاف مستدلا علي ذلك بان هذه الخطة، كما أعلن عنها الوزير الأول، عبارة عن تخصيص غلاف 45 مليار اوقية لزيادة حوانيت التضامن لتنضاف إلي 50 مليار كانت مرصودة لهذ الحوانيت التي هي عبارة عن منحة لتجار أو اثنين من بطانة ولد عبد العزيز، حسب قول ولد بدر الدين.
وذكرا بان جميع الأنظمة المتعاقبة علي حكم موريتانيا منذ الاستقلال، دأبت في مثل الحالة التي تعرفها موريتانيا هذه السنة، الي اعتماد خطط تضمن توفير المواد الغذائية للمواطنين والأعلاف للحيوانات بأسعار زهيدة في عموم التراب الوطنية وبتوزيعها مجانيا علي المحتاجين، معتمدة في تنفيذ ذلك علي مؤسسات الدولة مثل سونمكس ومفوضية الامن الغذائي، قبل ان يقضي عليهما ولد عبد العزيز ليفسح المجال لتجاره المحظوظين.
وقال النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين ان الفساد في عهد ولد عبد العزيز بلغ الزبى، رغم شعاراته الكاذبة لمحاربته، والتي لم تتجاوز تصفية الحسابت مع خصومه السياسيين، كما فعل برجال أعمال ادرار علي خلفية مساندتهم لولد داداه في الانتخابات الرئاسية 2009 وقال انه اليوم لا يوجد في السجن علي خلفية الفساد سوى مديرين سابقين لسونمكس، هما مولاي العربي وولد اكاط ومفوض حقوق الإنسان السابق محمد الامين ولد الداده، وهم أبرياء من التهم الموجهة إليهم، كما قال ولد بدر الدين، الذي أضاف أن “المفسدين الحقيقيين يزدادون ثراء وتكريما بالصفقات والتعيينات في عهد ولد عبد العزيز”، وانتقد ولد بدر الدين الإحصاء الجاري ووصفه بالعنصري وتحدث عن أخطاره علي الانتخابات القادمة، مستدلا علي ذلك بغموض أهداف هذا الإحصاء وعدم شفافية آلياته وعلاقة مسؤوله الأول بولد عبد العزيز.
اما النائب كادجتا مالك جللوا، نائبة رئيس اتحاد قوي التقدم، فقد ركزت في مداخلاتها علي ان نظام ولد عبد العزيز، اضر بجميع الموريتانيين وحطم أمالهم في التمتع بالعيش الكريم في وطنهم وعمل منذ وصوله للسلطة بانقلاب عسكري وفرض نفسه بعد ذلك بانتخابات مزورة، علي بناء نظام إقصائي ـ زبوني، يستدعي من جميع الموريتانيين اليوم أكثر من اي وقت مضي، أن يوحدوا جهودهم ليقولوا له ارحل، كما رحل أمثالك.
وقالت إن سكان ادرار عانوا من هذا النظام أكثر مما عانه غيرهم وهذا ـ تقول كادجتا ـ ما جعلنا في اتحاد قوي التقدم نتضامن معهم أثناء حبس رجال أعمالهم وأثناء حمي الوادي المتصدع.
محمد ولد اخليل الوالي والوزير السابق، القيادي في حزب اتحاد قوي التقدم، فقد قال إن جميع الأسعار تضاعفت بشكل مذهل في عهد النظام الحالي، مقدما مقارنة بين أسعار بعض المواد الاساسية في اغسطس 2006 تاريخ الانقلاب علي سيدي ولد الشيخ عبد الله وأسعارها اليوم، وقال إنهم في اتحاد قوي التقدم يعارضون ولد عبد العزيز انطلاقا من سياساته التي يرون أنها مضرة بالوطن وبمستقبله لا علي أي أساس آخر، معتبرا أن لمن يري فائدة في نظامه، الحق في مناصرته والدفاع عنه.
وفي أطار واوجفت، تحدث عدد من السكان المحليين مبرزين مشاكل الولاية وما يصفونه بظلم جماعي يمارس علي سكانها من طرف النظام علي خلفية أن ولد الطائع من أبنائها وابرز المتحدثون كشواهد علي ذلك حرمان ولايتهم من اي مشروع منذ الانقلاب 2005 والقضاء علي المشاريع التي كانت موجودة كمشروع الحجارة، اضافة لي تصنيف ولاية ادرار علي انها غير امنة مما حرمها من السياحة التي كانت تشكل مصدر اقتصادها الرئيسي.
وقال المتحدثون ان هذا ما جعلهم ينتمون لحزب اتحاد قوي التقدم، الذي أزرهم في محن كثيرة، تخلي عنهم فيها أبناء جلدتهم ومن يعرف خيرهم وحتى من انتخبوهم ومن أوصلوهم إلي ما هم فيه اليوم من جاه، متعهدين بان سيكونون لهم بالمرصاد مستقبلا.
وكان من ابرز المتدخلين من السكان الولاية في جميع المحطات عمدة اوجفت محمد المختار ولد احمين اعمر، الذي كان وراء فتح ولاية ادرار ـ كما يقول أنصاره ـ علي مصراعيها لاتحاد قوي التقدم، حيث ابرز ان ولد عبد العزيز يحاول منذ انقلابه الاول علي معاوية ولد سيدي احمد الطائع إذلال سكان ادرار بجميع الوسائل، حيث بدأ بتسريح وتهميش كافة ضباط ادرار وحبس وإفقار رجال أعمالها واكد العمدة لولد عبد العزيز، أنهم لن يركعوا له ولا لغيره لأنهم لا يركعون إلا لله وان تاريخ موريتانيا اكبر شاهد علي ذلك مذكرا بان قتلة كبلاني من ادرار وغيرهم كثر ممن جاهدوا في سبيل العزة والكرامة.
وقال انه قرر الانسحاب من الحزب الحاكم والانضمام الي اتحاد قوي التقدم لانه فضل الحق علي الباطل، اما عبد الفتاح ولد اعبيدن فقد قال إن من يعتقد ان معارضة سكان ادرار لولد عبد العزيز، ردة فعل علي انقلابه علي ولد الطائع، فهو خاطئ، بل سببها هو ظلمه الذي تجسد في كل شيء، حيث كان ظلما قبليا، كما حدث لرجال من قبيلة واحدة دون سواهم من جميع نظرائهم في موريتانيا وكان فرديا كما حدث له شخصيا وجماعيا كما حدث لجميع سكان الولاية اثناء وباء حمي الوادي المتصدع وغير ذلك من ممارسات الحكم الطغيانية عليهم.
وتعهد ولد اعبيدن بالانتقام من ولد عبد العزيز وإذلاله والمكيال له، الصاع صاعين بالطرق الحضارية والسلمية بواسطة صناديق الاقتراح في جميع الاستحقاقات، التي سيخرج منها صفر اليدين مهزوما مدحورا معافيا في بدنه وعقله مع طول عمر، حتي يذوق علقم الكأس التي أسقاها للآخرين كاملة غير منقوصة، يقول الصحفي عبد الفتاح ولد عبيدن، الذي قال انه انتمي لاتحاد قوي التقدم بقناعة.
وفي مهرجانات أطار واوجفت أعلنت انضمامات جماعية وفردية عديدة لاتحاد قوي التقدم من بينها من قال انه منسحب من الحزب الحاكم، وتعهد المعنيون بالعمل الغير مشروط لصالح حزبهم الجديد، مؤكدين، تحررهم من جميع القيود التي ظلت تأثر عليهم في الاستحقاقات السابقة والتي كانت نتائجها سلبية بكل المقاييس.